مع بداية الأسبوع الحالي عاد الطلاب والطالبات إلى مدارسهم لبدء فصل جديد ألا وهو الفصل الدراسي الثاني بعد اجازة قضوها بصحبة الأهل والأقارب والأصدقاء وبعد أن قضوا من اختبارات الفصل الدراسي الأول لهذا العام 1432/1433ه. وبهذه المناسبة أود أن أوجه رسائل محبة من القلب لاخواني واخواتي المعلمين والمعلمات وأخرى لأولياء الأمور وثالثة لابنائي وبناتي الطلاب والطالبات .. أقول وبالله التوفيق: || (اخواني واخواتي المعلمون والمعلمات) هاهم أبناء المسلمين وبناتهم قد عادوا إلى مقاعد الدراسة واقبلوا عليكم ينتظرون منكم علوماً نافعة ومعلومات قيمة تفيدهم في دينهم وفي دنياهم وآخرتهم فخذوا بتلك الناشئة ودلوها على محبة المولى سبحانه وتعالى واغرسوا في نفوسهم الايمان والاحسان والعبودية الحقة لله عز وجل وحده دون سواه واخلصوا لله في القول والعمل والفعل فرسالتكم رسالة عظيمة واقتداء بأشرف مخلوق على وجه الأرض الذي كان خير المعلمين والمربين وهي رسالة أمانة بمعنى الكلمة ومن خلال ذلك انعقدت عليكم الآمال بعد الله جل وعلا .. انعقدت عليكم في هداية البشرية من الضلال في تعليم الجاهل وتربية السفيه .. سيأتيكم الجاهل بجهله والسفيه بسفاهته فاصبروا وصابروا واغرسوا بذوراً سترون ثمارها مستقبلاً وحصادها قريباً ، اغرسوا بايديكم العلوم النافعة والاخلاق الحميدة لخيري الدنيا والآخرة واعلموا أن التعليم رسالة عظيمة تقلدها الأنبياء وورثها العلماء وقام بها الاخيار فهنيئاً لمن عرف حقها وأداها على الوجه المطلوب فجهودكم واضحة وأسأل الله العلي القدير أن يكتب لكم الأجر والمثوبة في الدنيا والآخرة وأن يحفظكم ويرعاكم. || (اخواني الآباء والأمهات أولياء الأمور) اعينوا الأبناء والبنات على ما للعلم من مشاق ومتاعب .. واحتسبوا الأجر عند الله سبحانه وتعالى في القيام بحقوق الأبناء والبنات واسداء الخير اليهم ، واعلموا بأن رسالة المعلم رسالة عظيمة فقد تضيع رسالة المعلم والمعلمة وتقتل المعنويات وتضيع الأمانات إذا استخف الآباء والأمهات بحقوق المعلمين والمعلمات حينما ينطلق الأبناء والبنات إلى مقاعد الدراسة دون توجيه ولا ارشاد ولا تربية .. فاتقوا الله جل وعلا في حقوق المعلم والمعلمة فما جزاء الاحسان الاّ الاحسان. من منّا الكامل؟!! وليعلم الجميع بأن رسالة التعليم تضيع اذا ضاعت حقوق المعلم والمعلمة وضاعت واجباتهما ، وتضيع رسالة التعليم عندما لا يهتم ولي الأمر بأبنائه وتضيع معها حقوق الطلاب والطالبات عندما نجد ولي الأمر يسهر مع الاصدقاء إلى ساعات الفجر ، والأم تسهر مع صديقاتها حتى قرب صلاة الفجر بلا حسيب أو رقيب .. كرسوا أوقاتكم لاكمال رسالة التعليم وكونوا خير عون للمعلمين والمعلمات فاليد الواحدة لا تصفق .. فاغرسوا حبهم في قلوب أبنائكم وبناتكم وأغرسوا توقيرهم وإجلالهم والصبر على أذيتهم وازعاجهم حتى يكونوا في انظارهم لهم مكانة خاصة. || (أبنائي الطلاب والطالبات) .. خذوا بأسباب النجاح وأسباب الفلاح فاعتمدوا على الله جلت قدرته واعلموا بأن من اتقى الله جعل له من كل ضيق مخرجاً ، ومن كل هم فرجاً وجعل له من أمره يسراً ، وجعل العسير يسيراً وأتاه خيراً كثيراً. فقد كان رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه يقول (يا حي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين) فإذا أراد الله بعبده التوفيق جعله مفوضاً الأمور إليه ووفقه وسدده لكي يعتمد على حول الله وقوته لا على حوله وقوته ، كما أن الجد والاجتهاد مطلوب لتتزودوا بالمعارف والعلوم النافعة واياكم والسهر والتعب لأن ارهاق النفس بذلك يؤثر على صحتكم وعلى استيعابكم ، وتجنبوا الغش والتزوير والاعتماد على الآخرين ،ابتعدوا عن حسد بعضكم لبعض فالمنافسة الشريفة أفضل بكثير من ذلك وعليكم بالرضا بقضاء الله وقدره والتسليم لأمر الله عز وجل ، كما أنصحكم بالبعد عن رفقاء السوء فكم من شاب وشابة وقعا في قضية فساد أو قضية اخلاقية بمصاحبتهم لمثل هؤلاء. والرسول عليه الصلاة والسلام قال (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الاّ المتقين) وأكرر الوصية بالمعلم والمعلمة فهم كالشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين .. يا أبنائي وبناتي الطلاب والطالبات أنتم عماد الأمة وقلبها النابض وصنّاع الأمجاد وثمرات الفؤاد وفلذات الأكباد .. أنتم عنصر الأمة ودليل حيويتها وسبيل نهضتها فهاهي بلادكم الغالية تنفق المليارات من الريالات سنوياً من أجل أن تتعلموا وتحصدوا الدرجات ، ومن أجل أن تتسلحوا بالعلم والمعرفة لكي تقوموا بعد تخرجكم بخدمة أبناء الوطن وان تقدموا لهذا البلد جزءاً يسيراً مما انفقه عليكم طيلة أيام الدراسة فهل أنتم فاعلون؟!!. والله من وراء القصد. همسة: من جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الطريق وصل.