ما ان توفي العلاَّمة هاشم بن سعيد النعمي حتى سمعنا تصريحات من بعض ممثلي النادي الادبي بأبها بأنهم سوف يتولون طباعة مؤلفاته المخطوطة تقديراً لجهوده في دعم مسيرة النادي منذ انشائه كأحد أقدم أعضائه المؤسسين. والحق يقال ان النادي ممثلاً في اعضائه لم يأل جهداً في التعريف بمسيرة الشيخ العطرة بعد وفاته وقد اقاموا أمسية تأبينية اجتمع فيها محبو الراحل من ادباء ومثقفي منطقة عسير تبادلوا فيها ذكرياتهم مع ذلك العلم الذي يعد من الرعيل الاول المعروفين بسعة الاطلاع وعمق الفكر وأصالة الثقافة. وهاهو عام يمر على رحيل النعمي دون ان يفي النادي بوعده لنا خاصة اذا ما علمنا ان احد مخطوطات الشيخ كنا نسمع عنه منذ سنين طويلة بأنه جاهز للطبع ولا يحتاج الا للجهة التي تتكفل بطباعته وتوزيعه الا وهو المعجم الجغرافي لمنطقة عسير وعمل كهذا كفيل بالنادي الادبي ودور العلم والثقافة في منطقة عسير ان تهتم به وتوليه عناية خاصة لحاجة المنطقة الماسة لهذا المعجم الذي حتماً سيضم معلومات قيمة تاريخية واثرية وجغرافية وادبية لمنطقة غنية بتراثها وآثارها على مر العصور علاوة على ان المؤلف احد النجباء من ابناء المنطقة الذين فازوا بقصب السبق في المجالات الشرعية والتاريخية والأدبية وكل هذه حيث انه رحمه الله معدود في صفوف الفقهاء لممارسته الخطابة والقضاء سنين طويلة كما انه من جملة المؤرخين للمنطقة ويشهد بذلك مؤلفه الرائد تاريخ منطقة عسير في الماضي والحاضر اضافة الى انه اديب فذ وشاعر والله يعطي من يشاء بغير حساب. اذاً فما العذر يا ترى في عدم طباعة مخطوطات النعمي بما فيها المعجم المذكور أم ان يد النسيان ستطاله كما طالت اخوانه من الادباء الراحلين الذين بقيت آثارهم المخطوطة رهن الادراج ومرتعاً للاتربة والغبار وكأنهم لم يسهروا الليالي الطوال في جمع المعلومات ولم يزرعوا الارض عرضاً وطولاً في سبيل الاستقصاء والتحقيق والبحث عن الوثائق. ليت قومي يعلمون.