كان الاب أيام زمان يأخذ ابنه او ابنته من المنزل الى الكتَّاب ويحملون عنه اللوح والكتاب والدفتر، وعند العودة الى الدار كذلك، والان يقوم السائق او العاملة المنزلية بذلك الدور، ورأيت بعيني رأسي بعض الصغار والى تمام التيرم التحضيري حين يصل عمر الطالب او الطالبة إلى العاشرة ينوء بحمل شنطة الكتب والدفاتر التي تقارب وزن الطفل وربما تزيد، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا يحمل الطالب أو الطالبة المطلوب يوماً بيوم، واحيانا يطلب الاستاذ لوحة من الفلين عليها رسم معين (والوالدان لا وقت لديهما أو لدى احدهما، وهناك دكاكين تقوم بالرسم المطلوب بقيمة تصل احياناً الى خمسين ريالا، وقريباً قال لي الأخ حسن سليمان غباشي انه لاحظ ان حفيده (نايف ابن اسامة رحمه الله) ان ثقل الشنطة اثر في كتف حفيده نايف، فاقترحت عليه ان لا يأخذ كل الكتب وكل الدفاتر بل يأخذ كتاب ودفتر ذلك اليوم، واتذكر انني وفي احدى ثلاثائيات سعادة الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه وكانت الغبانة الحلية فوق كتفي الايسر اذا بالشيخ عبدالرحمن يقول لي (لو استمررت في ليس الغبانة فانني سوف اشعر بميل بسيط) واضاف ان هذا حصل عليه، فسألته هل هذا من باب المزاح وان الترزي في القاهرة هو الذي اكتشف ذلك، ولاننا في عصر النت والكمبيوتر واللاب والتقنية المتطورة فلماذا لا نستفيد من الاجهزة الحديثة ولا لزوم الى الكتب ونوفر لوزارة التربية والتعليم قيمة الكتب والدفاتر التي يرميها كثير من الدارسين .. فان رأى رجال التربية دراسة هذا الاقتراح وايدوه فيوضع في الخطة ويرتاح الطلاب والى ميل الكتف مع الزمن قد تتقوس ظهورهم ولا يعلمون وذكر لي قبل اكثر من خمسين عاما العم محمد يحيى رفه انه قرأ بحثا في مجلة فرنسية حول هذا الامر واكرر الرجاء الى من بيدهم الحل والعقد ان يدرسوا ذلك والله الموفق.