لاشك أن الدولة الرشيدة أولت التعليم جلَّ اهتمامها وأهتمت بنشر العلم في كافة أنحاء الوطن في المدن والقرى والهجر وانفقت في سبيل ذلك مئات المليارات من الريالات وارسلت المعلمين والمعلمات إلى كل شبر من البلاد ليزودوا فلذات الأكباد بالمعارف والعلوم النافعة ليقوموا بخدمة الوطن وأبنائه وبناته في المستقبل القريب بإذن الله تعالى. وأصبحت ولله الحمد وزارة التربية والتعليم تقوم بجهود تذكر فتشكر وصارت رسالتها الاهتمام بالمعلم والمعلمة مباشرة وبكل صدق وشفافية وما اهتمام والتفاف صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد وزير التربية والتعليم بشكل واعٍ وفي نفس الوقت مدرك لأهمية دور المعلم والمعلمة في حياة النشء فوزارتنا الموقرة أكدت على أهمية المعلم وابراز دوره الكبير وجهوده الموفقة في العملية التربوية والتعليمية وهنا فالكل في هذه الديار المقدسة بدون استثناء عليهم مسؤولية كبرى في دعم ومؤازرة هذه الوزارة الأم لتحقق رسالتها العظيمة المنوطة بها. وإن كان لي من ملاحظات هنا لكي يؤدي المعلم والمعلمة دورهما الأكمل في تغذية فلذات الأكباد بكل نافع ومفيد فإني أطالب بغض النظر من أنني كنت انتسب لهذه الوزارة طيلة أكثر من (31) عاماً أن يجد اخوتي واخواتي المنتسبون لهذه الوزارة الموقرة هو: أن يتوفر لهم التأمين الصحي الشامل لهم ولأسرهم وايجاد المستشفيات الخاصة بهم حيث أصبح المعلم أو المعلمة يضيق ذرعاً عندما يصاب لا قدر الله هو أو أحد أفراد الأسرة بعارض صحي خاصة وان منهم من تجاوز عمره أكثر من أربعين عاماً وقد أصبح يعاني من أمراض عدّة اضافة إلى ايجاد بدل سكن فهناك الغالبية العظمى منهم من لا يملك منزلاً يأوي اليه بعد عناء يوم كامل الاّ عن طريق الايجار الذي أصبح يقصم الظهر .. وكذلك هم بحاجة إلى ايجاد نوادٍ خاصة بهم وأخر?ى بأسرهم وبمعلماتنا اللاتي أصبح المرض ينهشهن من كل جانب .. نوادٍ ترفيهية والحصول على تخفيضات مجزية من قبل المراكز التجارية والرياضية.. الخ. أما من يقوم بالتدريس في المناطق النائية والقرى فهم أيضاً بحاجة ماسة إلى المراعاة في كل شيء فيكفي الواحد منهم والواحدة منهن الخروج من منازلهم عند الساعة الثالثة صباحاً من أجل ان يصلوا إلى مدارسهم في وقت الطابور الصباحي ومن هنا نرى احصائيات الحوادث التي تقع على تلك الطرق لا تحصى فكم من معلمات ومعلمين وطالبات ازهقت أرواحهم على تلك الطرق والعدد في ازدياد .. وكم من معلم أو معلمة خرجوا من منازلهم ولم يعودوا إليها مرة أخرى .. إننا نفقد بين فترة وأخرى معلمين ومعلمات من أبناء هذا الوطن ومنهم من هو في ريعان الشباب ومنهم من هو رب أسرة وأو أم لأطفال هم بحاجة إليهما بعد الله عز وجل. وهناك من المطالب الكثير والكثير جداً والتي أوجز بعضها هنا وأضعها بين يدي الوزير الإنسان صاحب سمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد الذي لم يألو جهداً في النهوض بهذه الوزارة إلى ما تصبوا إليه ومنها تخفيض نصاب المعلم والمعلمة وخاصة من تجاوزت خدمتهم العشرين عاماً ومراعاة النقل الخارجي وفي لَمْ الشمل ، اضافة إلى ايجاد مقرات كحضانة للأطفال الصغار في مدارس البنات للمعلمات اللاتي لديهن أطفال صغار هم بحاجة إلى المتابعة والارضاع بدلاً من الخادمات والمربيات اللاتي ضررهن يفوق نفعهن وحتى تؤدي المعلمة واجبها وهي في راحة نفسية ومطمئنة على فلذة كبدها .. وكذلك لابد من ايجاد الحوافز المادية والمعنوية لهم حتى يكون هناك تنافس شريف بينهم والوصول إلى نتائج نطمح إلى ايجادها. سيدي وزير التربية والتعليم كل هذه المطالب لا تخفاكم ولا يخفى أثرها في نفوس من ينتسبون إلى أهم وأغلى وأفضل مهنة على وجه الأرض فأنتم لها يا سمو الأمير وستتحقق بإذن الله وقوته على أيديكم فهم يستاهلون وسموكم الكريم قادر بإذن الله على تحقيق رغباتهم ومطالبهم والله أسأل أن يمدكم بالتوفيق والسداد وأن يكتب لكم الأجر والمثوبة والله من وراء القصد. همسة: الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه