الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،، أما بعد فما بين العددين الاربعين والحادي والاربعين من مجلة الارشاد مرت بنا احداث واحداث بعضها محزن ومؤلم وبعضها سار ومبهج فقدنا سلطان الخير الذي كان ملء السمع والبصر ورأينا اثر فقده على الامة افرادا وجماعات وترك مساحات من الحزن والاسى في قلوب المحبين وتعاملنا مع الحدث بما امرنا الله به من الصبر والاحتساب ولم نقل الا ما يرضي ربنا عز وجل ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا سلطان لمحزونون إنا لله وإنا إليه راجعون، ومما خفف مصابنا وجبر عزاءنا ان أعماله الخيرة الجليلة ستبقى بعد رحيله صدقات جارية متدفقة. ثم جاء تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للداخلية فأثلج هذا القرار صدورنا وأراح نفوسنا واسعد قلوبنا لأنه الرجل المناسب في الموقع المناسب فهو ابن المؤسسي واخو القائد وشقيق سلطان ورجل الامن الاول وصاحب الخبرة في الادارة والسياسة وصاحب الحكمة والحنكة، وبعد صدور الامر الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع ليحل محل فقيد الامة وسلمان هو رجل السياسة عاصر بناء الدولة وشارك في مسيرتها التنموية بكل كفاءة وجدارة واقتدار احب الناس فأحبه الناس، وهكذا توالت الاحداث السارة والقرارات الحكيمة بسلاسة متناهية في جو اخوي حضاري متميز اسعد الناس جميعاً ورد كيد المرجفين في نحورهم، فعاشت هذه البلاد في أمن واستقرار، ثم يأتي موسم الحج وينتهي بنجاح باهر في سكينة وامن وطمأنينة في ظل وضع متوتر وحالة مضطربة تحيط بنا هنا وهناك لكنها عناية الله ودعاء الخليل بأن يجعل الله هذا البلد آمناً ويرزق اهله من الثمرات فتحقق الأمن وعم الرخاء بجهود المخلصين من ابناء هذا الوطن وعلى رأسهم قيادتنا الحكيمة التي جعلت خدمة حجاج بيت الله الحرام وحماية الوطن والدفاع عنه اساس اولوياتها فكان قادتنا هم الذين يقودون العمل ويشرفون عليه اشرافاً مباشراً يدفعهم ايمان صادق وحب عميق لهذا الدين وأهله. احمد الله على كل حال، نحمده في السراء، والضراء، ونشكره على نعمه العظيمة وآلائه الجليلة ونسأله عز وجل أن يديم على بلادنا المملكة العربية السعودية نعمة الأمن والرخاء والاستقرار في ظل قيادتنا الرشيدة انه سميع مجيب.