يقول جون ماكسويل John Maxwell في كتابه كيف تكسب الناس : إن الأشخاص أصحاب المهارات العالية في التعامل مع الآخرين ينجزون أعمالهم بسهولة ؛ وقد لا يرجع ذلك إلى نوعية المهارات التي يمتلكونها بقدر ما يرجع إلى الطباع الشخصية التي يتطبعون بها ؛ كما أنهم يجيدون إشعار الآخرين بمشاعر طيبة نحو أنفسهم ؛ فهم يجعلون تفاعلنا معهم تجربة ايجابية ممتدة تخلق لنا روح الحب في البقاء معهم والتودد إليهم. إن تلك الطباع الشخصية التي يمتلكها الناس متفاوتة ؛ فبقدر ما يوجد أناس يحملونك إلى عالم وردي بشفافيتهم وصريح تعاملهم ؛ إلا أنه على النقيض الآخر هنالك أناس يفترضون السلبية ويجعلونها معياراً في التعامل مع الآخرين. لذلك نجد أن موظفي العلاقات العامة في الشركات والجامعات وغيرها من المؤسسات العملية والمهنية ؛ هم موظفون امتلكوا ( حضوراً اجتماعياً ) قوياً مما أهلهم ومكنهم لشغل تلك المناصب , فحسن المظهر الخارجي ؛ والابتسامة الساحرة الهادئة ؛ والكلام المنمق ؛ والردود الدبلوماسية ؛ وحسن الإنصات ؛ والصراحة في تقديم المعلومات ؛ جميعها عوامل مساعدة في إتقان الحوار المتبادل مع معظم فئات المجتمع. إذاً يمكننا القول بأن النجاح في الحياة يرتكز على عدة محاور يعد أهمها المحور الاجتماعي ؛ وقد يرجع ذلك إلى حقيقة الإنسان الكائن الاجتماعي بفطرته وطبيعته ؛ وأن الجانب الاجتماعي القائم على العلاقات بين أفراد المجتمع هو جانب قوي ومؤثر على حياة الإنسان بشكل عام ؛ لذا ينبغي الاهتمام به وصقله على النحو الجيد والمقبول ليعود على الحياة بالمنفعة والجودة. يروي أحد رجال الأعمال المعروفين قصة نجاحه فيقول : ذات مرة وقع اختياري على رجل اعتقد أنه مناسب ليعمل معي في مشروع ما , وعلى الرغم من ما يعرف عن هذا الرجل من حنكة وحسن تصرف إلا أنه فظ وغليظ القول ؛ وعلى الرغم من النجاح الذي حققه المشروع إلا أنني كسبت (عداوة) كثير من العملاء بعدها. وفي ذات الوقت كان هنالك مشروع صغير أسندته إلى شخص بسيط عرفه الآخرون بابتسامته وسماحة وجهه وحسن معشره فكسبت معه قاعدة عريضة من المعارف الشخصية والتي سهلت لي الكثير من التعاملات في جميع مشاريعي الأخرى ؛ فقررت بعدها أن أضع هذا الشخص كمدير للعلاقات العامة في كل مشروع أعمل به. الخلاصة التي نريد أن نصل إليها هي أن كسب ( الناس ) وإقامة العلاقات المثمرة والإيجابية معهم هو مكسب لا يضاهيه أي مكسب آخر , بل وقد يكون نافذة عريضة للعديد من المكاسب الأخرى ؛ لذا ينبغي إتقان مهارات التواصل المختلفة قدر الإمكان والتي تعمل على تحسين مقدار الاستجابة الحاصلة للآخرين وتفتح قنوات حوار ايجابية متعددة لبناء العلاقات الطيبة والمثمرة معهم.