إن كنت تريد لنفسك النجاح في الحياة والعمل أو في المجال الاجتماعي ؛ فأنت بحاجة إلى أن تدرك جيدا أن هنالك صنفين من البشر يمكنك مصادقتهما ؛ الصنف الأول هو الذي يرفع معنوياتك فهو يملك النظرة الإيجابية للحياة ؛ كما يملك الطاقة والحماس التي تجعلك تفيض بالحيوية والنشاط؛ وهذا الصنف يشعرك أصحابه بأن الحياة فرصة واحدة لا تتكرر وينبغي استغلال دقائقها قبل ساعاتها لتتمكن من أن تسعد نفسك وتسعد من حولك؛ ولتكون منتجا مؤثرا ومتأثرا بغيرك. وعلى النقيض يظهر الصنف الآخر فهم أناس كثيرو الشكوى والتذمر؛ ويثيرون روح الإحباط أينما ذهبوا وذلك جراء ما يملكون من حس خمولي وتخاذلي ؛ أمثال هؤلاء الناس صنفوا ضد السعادة وضد الابتسامة وضد العمل وتحقيق الأحلام. ولما كانت من طبيعة البشر الاجتماعية والتي تحثهم على السير والعمل في جماعة وتجمعات؛ نجد أن الأفراد قد اختلفوا في انتقاء وتحديد الذين يمكن مصادقتهم والعمل معهم؛ أو ربما طبيعة الحياة قد تفرض عليك بعض الشخصيات التي تجد نفسك مضطرا إلى التماشي والتعامل معها. إلا أن الذي ينبغي تداركه هو كيفية انتقاء الشخصيات القريبة والصديقة والتي يبقى لها أثرها في الحياة بشكل عام. انظر من تصادق؛ فإن كان صديقك يشعرك بالإحباط والفشل بعد رؤيته, ويسحق أفكارك؛ ويملأك بالهزيمة والتكاسل؛ ويبث فيك روح النقد والرفض ؛ فأعلم أنك تصادق النوع الثاني الذي لا تجدي معرفته خيرا. أما إن كنت تعمل معه فتجنب الأخذ بنصيحته أو الدخول معه في مشاريع أو لجان فإنها حتما ستلقى حذفها في القريب العاجل. أما إن كان صديقك من الذين يدخلون الحماس عند رؤيته , ويستحثك إلى مناهضة الصعاب , ويساعدك على التفكير والتخطيط؛ ويقوم عملك, ويقدم لك النصيحة, ويساندك ويرعاك ويشجعك ؛ ويضع لك تصورات مستقبلية جديدة ومضيئة؛ ويملأ قلبك بالفرح والمسرة؛ ويرسم على شفاهك بسمة رضا؛ فأعلم أنك تصادق النوع الأول والذي يحمل روحاً ذكية وإيجابية؛ ومعرفة أمثالهم تعود عليك بالمنفعة والراحة والمتعة, أما العمل معهم فهو غالبا ما يكون قمة في الإنجاز لأنه متناغم مع الأهداف ومملوء بروح الطموح التي لا تعرف الملل والاستسلام. ونحن في حقيقة الأمر نكتسب ممن حولنا صفات متعددة؛ وقد يحدث ذلك إراديا أو لا إراديا؛ لذا قال المصطفى صلوات الله وسلامه عليه : (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل) أخرجه أحمد وأبو داود وحسنه الألباني. لذا ليس هنالك معنى لمصادقة شخص يشعرك بأنك في حالة سيئة لأنه مع الوقت ستنتقل إليك تلك المشاعر السلبية وتستوطن جنبيك ويصعب تداركها بعد ذلك. وليس هنالك أجمل من معرفة شخص يشعرك بالرضا والسعادة وإن كان هنالك ما يعكر صفو حياتك.