خلال متابعتي لإحدى المحاضرات عن كيفية اعتلاء القمة “How to get to the top” والتي ألقاها السيد / جون ماكسويل John Maxwell وهو كاتب جنوب أفريقي حصل على جائزة نوبل في الأدب عام 2003 وأحد رواد الرواية العالمية والنظريات التدريبية عن القيادة حيث أشار إلى أن الوصول للقمة ليس بالأمر الهين لكونه يتطلب العديد من التضحيات وبذل الجهد لتحقيق الحلم الذي يصبو إليه (فالجميع يراوده ذلك الحلم ) بل يتطلب أيضاً وضع خطة تفصيلية ترتكز إلى شيء من العقلانية في التفكير وكلما كبرت أحلامنا زادت تضحياتنا في علاقاتنا الاجتماعية والاسرية وبذل الغالي والنفيس وقضاء الساعات الطوال لبلوغ هذا الحلم فالنجاح ليس محطة سنصلها فجأة بين ليلة وضحاها . النجاح الحقيقي سلسلة من انتصارات يومية لا تنتهي . ويقال إن الوقت الذي تقضيه في مداعبة الحلم هو استثمار طويل الأجل لا يضاهيه عمل. كل ما تحتاج إليه هو حلم حقيقي تسعى إليه ، تنام على جناحيه كل ليلة في سلام ، تحوطه خوفاً من تقلبات الأيام ، وما عليك إلا أن تتأكد أنك تطعمه وتسقيه حتى لا يئن جوعاً فيموت ، وأنك تعتنِي به في حب حتى يكبر أمام ناظريك ...يحبو ويقفز ويهرول ويمضي في طريقه ويصل لعنان السماء ، وحينها ستحلق معه وتُصبح أسطورة !! وللنجاح ثمن باهظ فلتكن على قدر الإنجاز وإلا سقطت من على صهوة جوادك أمام أمة الأرض ولن تجد يدا تجزع لكبوتك ، رغم كل ما صنعت . لقد أعجبني رد السيد / ماكسويل حينما ناقشه أحد الحاضرين وتمنى أن يكون مثله وأن يحقق ما حققه في حياته العلمية فكان رده أنه شيء جميل أن يتمنى شخص ما الوصول إلى ما وصل إليه الآخرون ولكن عليه أولاً معرفة ما هو الثمن وما أفنوه من أعمارهم لتحقيق هذا النجاح والوصول إلى هذا الهدف وأن على الشخص الطموح التحلي بالقدرة والرغبة الحقيقة لتحمل عناء الوصول على القمة من خلال طريق ليس بالهين. همسة : الحياة ليست ماراثونا طويلا كما نعتقد ، الحياة مجموعة لا متناهية من السباقات اليومية والتي يجب أن نندفع فيها بلا توقف وننتصر في كل جولة ونكافئ ذاتنا على الإنتصار كل مرة ، فعندما نخطو خطوة إلى الأمام ، فإن هذا معناه دفعة أكبر لانتصار جديد قادم .