أكدت باكستان رسميا مقاطعتها للمؤتمر الدولي الخاص بأفغانستان المقرر انعقاده بمدينة بون الألمانية اليوم الاثنين، وبررت ذلك بعدم قدرتها على تأمين سيادتها وسيادة بلد آخر (أفغانستان). في حين اتهم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي إسلام آباد بعرقلة مفاوضات بلاده مع حركة طالبان. وقالت وزيرة الخارجية الباكستانية حينا رباني خار إنّ بلادها قاطعت المؤتمر لتوجيه رسالة مفادها أنّ (إسلام آباد لم تعد قادرة على تأمين سيادتها، فكيف تستطيع تأمين سيادة بلد آخر)، في تلميح منها إلى القصف الأخير الذي نفذه حلف شمال الأطلسي (الناتو) على منطقة حدودية مع أفغانستان، أسفر عن مقتل 24 جنديا باكستانيا. وينتظر أن تشارك في مؤتمر بون وفود من 85 دولة، بالإضافة إلى 16 منظمة دولية للتشاور حول مستقبل أفغانستان، بعد إتمام القوات الدولية انسحابها منها بعد ثلاث سنوات من الآن. ورغم التبرير الذي قدمته إسلام آباد لمقاطعتها مؤتمر بون، فإن الرئيس الأفغاني هاجمها، وأعرب -في حديث لأسبوعية دير شبيغل الألمانية- عن أسفه لرفض باكستان حتى الآن المساعدة في إجراء مفاوضات مع قيادة طالبان. وأشار كرزاي –الذي وصل الجمعة إلى ألمانيا للمشاركة في المؤتمر- إلى أن دوائر معينة في باكستان تريد أن يكون لها نفوذ مستقبلا داخل أفغانستان عن طريق حركة طالبان. وكانت غارة للناتو قد أثارت استياء رسميا وشعبيا في باكستان التي أغلقت حدودها مع أفغانستان أمام إمدادات القوة الدولية للمساعدة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التابعة للحلف، وأنذرت الأميركيين بضرورة مغادرة قاعدة جوية يعتقد أنها تستخدم في غارات وكالة المخابرات الأميركية (سي آي أي). ومن جهة أخرى، طالب حامد كرزاي المجتمع الدولي بالاستمرار في تقديم الدعم المالي لبلاده حتى عام 2024 على الأقل، مشيرا إلى أن أموال هذا الدعم ستخصص في المقام الأول لمواصلة بناء القوات المسلحة والشرطة ومؤسسات الدولة.