طاحونة القتل اليومي التي تحصد عشرات الأرواح كل يوم في سوريا ، باتت سمة في الأجندة السياسية التي تتصدر نشرات الأخبار العالمية والاقليمية والمحلية من دون حل قريب يوقف حمام الدم الذي امتد لأكثر من 7 شهور لم يستثن منه حتى أيام اجازة عيد الأضحى المبارك الفائت .. وبالأمس سقط أكثر من 70 قتيلاً دون أن تلوح في الأفق أية بوادر على انهاء المجازر الدموية في سوريا. آلية جامعة الدول العربية التي ستوفر الحماية للمدنيين ويبدو أنها آخذةٌ في التبلور ، نخشى أن تغرق في بحر التفاصيل ، والمناكفات السياسية التي قد تطيل أمد القتل ، فتحرك ايقاع الجامعة العربية بطئ بما فيه الكفاية ، وصرخات المدنيين في الساحات ترجمت هذا التردد والتلكؤ في اتخاذ القرار لا نقول المتسرع ولكن السريع المدروس بعناية حتى لا يترتب على العجلة ما لا تحمد عقباها ، إذ إن دور الجامعة العربية لحل الأزمة لازال ممكناً فيما لو تعاون نظام الأسد ، بيد أن الغطاء الروسي والصيني بتوفير (الفيتو) لأي إدانة لسوريا في الأممالمتحدة ، شجع (الأسد) على إطلاق يده بارتكاب أفظع جرائم الإنسانية ، إن اجتماع المعارضة في موسكو وعرض شروطها بتنحي (الأسد) عن كرسي السلطة ، اختبار جديد لحلفاء (الأسد) في ما إذا كان ثمة تغير جدي في الموقف أو اللهجة تجاه سوريا ، وإذا لم يحدث ذلك فالنظام سادر في تقطيع أوصال شعبه و(سحل) أبناء وطنه في الشوارع دون وخز ضمير أو تأنيب نفس على جرائم القتل المروعة البشعة.