حينما يكون الحديث عن الحرمين الشريفين وخدمات قاصديهما من معتمرين وحجاج وزوار فان الكلمات تغيب بجمالها وبلاغتها لتحل مكانها منجزات محملة بأحلام كانت غائبة وأرقام لاتحمل عطاء يقدم ولا هبة تعطى لكنها تؤكد واجب يقدم منذ أن وحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله أرجاء الجزيرة وأمن للحجيج دروبهم وسهر على أمنهم ووفر لهم الأمان في رحلتهم الروحانية. وان كان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – قد دشن خلال شهر رمضان المبارك الماضي جملة من المشاريع المرتبطة بخدمات الحجاج والمعتمرين بدءاً من المسجد الحرام فقد وضع حجر الأساس لمشروع التوسعة الجديدة للمسجد الحرام الذي تقدر مساحته ب400 ألف متر مربع وبعمق 380 متراً لتكون الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام بعد اكتماله بأكثر من مليون ومائتي ألف مصل تقريبا. وهو مايؤكد تمسك خادم الحرمين الشريفين بثوابت المملكة وأسسها الشرعية والسير على نهج الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وأبنائه الملوك السابقين رحمهم الله في الاهتمام بالحرمين الشريفين والعمل على تذليل السبل للحجاج والعُمّار ليؤدوا مناسكهم في راحة وسكينة.وقبل أن تغيب شمس يوم من الزمن ويأتي اليوم الذي تقف فيه حشود الحجيج والمعتمرين في صفوف مزدحمة محاولة الوصول إلى بيت الله الحرام أو حتى التوجه صوب المشاعر المقدسة لأداء نسك إسلامي أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله – حزمة من المشاريع الخدمية لراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن فقد دشن أيده الله ساعة مكةالمكرمة المرتبطة بحزم ضوئية على أكبر هلال مذهب في العالم تم صنعه وتبلغ الحزمة الضوئية المنطلقة 16 حزمة ضوئية تتكون من 21 ألف مصباح ضوئي ونصبت المئذنة الذهبية على أعلى هرم ساعة مكةالمكرمة التي من المتوقع أن يبث منها أذان المسجد الحرام مباشرة عبر مكبرات صوت خاصة إلى جانب أنه من الممكن سماع الأذان في محيط المسجد الحرام من مسافة 7 كيلومترات ، وبواسطة 21 ألف مصباح ضوئي، تضاء أعلى قمة في ساعة مكة أثناء الأذان ، إذ إن تلك الأضواء اللامعة باللونين الأبيض والأخضر يمكن رؤيتها من مسافة تصل إلى 30 كيلومترًا من البرج، مما يجعلها تشير إلى وقت دخول الصلاة بطريقة تمكن ذوي الاحتياجات الخاصة من ضعاف السمع، أو البعيدين عن الحرم من معرفة وقت الصلاة ويبلغ قطر ساعة مكة 46 متراً ويمكن رؤيتها وسماع صوتها من مسافات بعيدة ، كما يعلو الساعة من الجهات الأربع “لفظ الجلالة”.وسيتم ربط ساعة مكة بأكبر مراكز التوقيت في العالم وتطل الساعة على بيت الله الحرام وتعكس الجوانب الحضارية والتقنية في الأساليب العصرية التي وصلت إليها المملكة تزامنا مع أكبر توسعتين عملاقتين شهدهما الحرمان الشريفان.وتشكل المظهر الجمالي لساحات الحرم المكي لتكون الأكبر والأعلى عالميا وتؤدي دورًا كبيراً في تحديد قبلة المساجد في مكة التحديد الأمثل للقبلة وهي أكبر ساعة برجية في العالم ويمكن رؤيتها من جميع أحياء مكةالمكرمة من على بعد 8 كيلومترات.ومن توسعة للمسجد الحرام الى وقفة خدمية بمشعر منى ليبدو جسر الجمرات كعمل قدم لخدمة وراحة وطمأنينة ضيوف الرحمن من خلال طوابق خمسة بتكلفة بلغت أكثر من 4 مليارات و200 مليون ريال وتم تنفيذه على عدة مراحل وصمم ليتحمل 12 طابقا و5 ملايين حاج في المستقبل وتبلغ الطاقة الاستيعابية له 300 ألف حاج في الساعة وهو مايعني حل الكثير من المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد عند الرمي الذي كانت تشهده منطقة الجمرات في الأعوام السابقة من تدافع الحجاج عند الرمي وازدحامهم.وان كان خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله يؤكد دوما على أن العناية بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والحرص على تنفيذ مشاريعها وأجب يؤدى فان بروز مشروع “ قطار المشاعر “ يشكل نقطة تحول لوسائل النقل بالمشاعر المقدسة التي انتقلت من الجمال الى الحافلات ثم نظام النقل الترددي واليوم قطار المشاعر والذي بلغت تكلفته ( 6.65) مليار ريال محملا بعدة عربات واقعا على الطريق الجنوبي الرابط بين المشاعر المقدسة. وسيسهم هذا المشروع الحيوي في سحب ما يزيد عن 50 ألف مركبة وحافلة من الدخول إلى المشاعر المقدسة مما يسهم في تيسير الحركة المرورية وانخفاض عدد المركبات والحافلات الداخلة إلى المشاعر المقدسة.هذه هي نظرة قيادتنا الرشيدة للحج العمل على توفير أفضل الخدمات لضيوف الرحمن دون البحث عن عائد يجنى. فاللهم ادم على بلادنا نعمة الامن والاستقرار ومكن ضيوفك الكرام من أداء فريضتهم والعودة لاوطانهم بسلامة وأمان.