عاد الهدوء لمدينة سيدي بوزيد التونسية التي شهدت اضطرابات وأعمال عنف عقب إعلان نتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، في وقت نفى السفير الأميركي وجود أي تحفظ لدى بلاده على فوز حزب حركة النهضة بتلك الانتخابات. وقال شهود عيان بالمدينة إن الليلة قبل الماضية مرت بهدوء، وأٌحترم حظر التجول الليلي الذي أعلن إثر الاضطرابات ولم تسجل أي حوادث. وصباح السبت -وهو يوم السوق الأسبوعية- كانت الحركة طبيعية بالمدينة وفتحت المحال التجارية أبوابها، ونظمت حملات نظافة بمشاركة الأهالي لإزالة آثار أعمال العنف. وأقبل الأهالي بكثافة على الأسواق مع اقتراب عيد الأضحى (العاشر من شهر ذي الحجة) الذي يوافق هذا العام 6 نوفمبر القادم، في حين انتشرت عناصر من الجيش والأمن لتسهيل حركة المرور. ورغم ذلك فقد أصدر المسؤول المحلي للتعليم أمرا بإبقاء المعاهد الثانوية مغلقة اليوم، وذلك (من باب الاحتياط) وفق المصدر ذاته. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد ذكرت الليلة قبل الماضية أن الجيش استقدم تعزيزات للمدينة التي انتشرت فيها أيضا تعزيزات من الحرس الوطني (الدرك) والشرطة. وقالت وزارة الداخلية إن حظر التجول الذي يبدأ من السابعة مساء حتى الخامسة صباحا, ويستمر حتى إشعار آخر, يستثني الحالات الطارئة وأصحاب الأعمال الليلية. وكانت مدينة سيدي بوزيد (وسط غربي) شهدت أعمال عنف تلت احتجاجات على إلغاء فوز عدد من قوائم (العريضة الشعبية) وتنديد زعيمها الهاشمي الحامدي بما قال إنه استبعاد النهضة له من مشاورات التحضير للمرحلة الانتقالية القادمة. وأكد شهود عيان بالمدينة أن وجوها عرفت بانتمائها لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل (الحاكم سابقا) وأفرادا من عشيرة الحامدي تصدروا المظاهرات التي وقعت بالمدينة وفي بلدات قريبة منها، وشارك فيها المئات.