يا ابن ادم كنت بامره سبحانه وتعالى وارادته خلقت من عدم. خالقك ومولاك وسيدك شاء ووهب لك الحياة وعشت ما كان لك فيها اطوارا وسنين تنعم وتتلذذ وتهنأ بطعم الحياة وانت تعلم انها لن تدوم لك ولا استقرار للدهر فيها. سترحل وتتركها سيأتيك هادم اللذات ومفرق الجماعات لياخذك وتوارى فى أعماق الارض وتترك غصة وحشرجة في حناجر من أحبوك وكنت في قلوبهم وتعلقوا بك غصة كأنها شراب حارق وشديد المرارة أجبرتهم على تجرعه بدافع الاحساس بالفراق وآلامه المضنية والمؤثرة والمحزنة والمبكية وجدت نفسك في حال شئت أم أبيت هو الحقيقة انه (الموت) آتيك انت وأحبائك وستتوارون تحت الجنادل وفى اللحود. لن يهتم لتوسلاتك اين ماتكون أو تحل او تلوذ سيلاقيك سيلج ويدك حصونك المنيعة إن أنت فكرت وتسلحت بها ظنا انك ستنجو منه, ان الموت الزائر الذي لا يهابه أو يخافه المؤمنون المتوكلون على المولى عز وجل أصحاب القلوب المشتاقة لتلتقى ربها فهى دوما في السر والعلن تخافه وتخشاه وتطلبه العطف والصفح والقبول, انهم عباد الله المخلصون والصالحون وما من كائن على وجه الخليقة يعبد الله ويؤمن به إلا وجل أمانيه وسعادته ومبتغاه ان يدنيه الحي الدائم اليه وهو راضٍ عنه. لقد مات سيد الثقلين الحبيب المصطفى صلاة الله عليه وسلامه وسيموت كل مخلوق على الكون ولن يبقى ويدوم إلا الحي الواحد الأحد ربه ومالكه (كل ابن انثى وان طالت سلامته... يوم على الة حدباء محمول ) رباه لا مفر ولا ملجأ منك إلا إليك والمبتدأ والنهاية بين يديك تنفذها بنا متى قلت لكل شىء كن فيكون, نسألك يا الله اللطف والرحمة وحسن الخاتمة سبحانك ابدعت وقدرت لنا ان نخلق وننمو ونعمر الارض ونغادرها ان اذنت سبحانك عظم جلالك والوهيتك, فعال لما تريد ولا راد او مانع لقضائك. كم من أحبة كرام وأعزاء على النفوس يسكنون افئدتنا وقلوبنا واذهاننا فقدناهم ولكن ذكراهم لم تندثر ولم ننساهم ولا يزال ذكراهم، وكلما تذكرناهم بدون أسباب أو مقدمات فاضت أعيننا وذرفت الدموع تصحبها آهات وتنهدات نشعر بحرقتها وقسوتها آثارها بادية على وجناتنا وأجفاننا ولكن صبر والهام منك مولانا تمنحه وتسخره من لدنك لتواسينا به, ياأكرم الاكرمين فبيديك عصمة أمرنا فنحمدك ونناجيك ونتوسل إليك ونسألك ان تغفر لهم ونطمئن أنفسنا و نحتسب أحبتنا عندك يا مولانا فى دار الخلود فنترحم عليهم وندعو لهم بالعتق من النار وبالمغفرة والثبات ونرجوك سبحانك لهم ولنا الجنة ومنازل الشهداء والصالحين ورفقة المصطفى عليه الصلاة والسلام وصحبته الكرام بفضلك وجودك وعزتك وتكرمهم بواسع رحمتك. ونبكي على فراقهم ونعدد حسناتهم وفضائلهم علينا فذلك عرفان بما لهم علينا من حقوق, نعم نتذكرهم ونقول لهم أودعناكم الله العظيم القريب أرحم الراحمين نرجوه اللقاء بهم في عليين متى لا ندري ولكن بأمره وحنانه وفيض وسخاء عطاياه بعباده المؤمنين المسلمين الموحدين سنلتقيهم في جنة عرضها السموات والأرض أعدت ليجزى بها المتقون.