الإنسان بفطرته التي خلق عليها يكن لربه ويلوذ لعزته وجلاله مستأنساً به ومتقرباً خاضعاً راكعاً ساجداً متذللاً بين يديه يسأله الهداية والطريق المستقيم , فإلهامه الرباني دعاه وناداه واعلمه بأن النور هو نور الله يهدي إليه من يشاء من عباده وبفضله ورحمته وعطفه عليهم يسره وقادهم إليه انه الفوز العظيم الذى تتوق له النفوس المؤمنة وتنشده لتنال الأجر وثواب الدنيا والآخرة بأمر مولاها ومنشئها ورازقها بالنعم التي لا تعد ولا تحصى فذلك جوده. فيلبي باسمه سبحانه فيحمده ويقدسه ويدين لعظمته بالملك والعبودية والوحدانية مستعيناً ومتكلاً عليه جل جلاله مناجياً وراجياً وباصرار وإلحاح وتوسل يطلبه الهداية وبلوغ الصراط المستقيم الذى لا يمنح أو يوهب لعاصٍ أو مطرود من رحمة المولى الكريم فالصراط المستقيم للمؤمن هو الحق والأمل والرجاء الموصل بأمر ربه لجنات النعبم وهو الصلاح والتقى والنجاة , الهى اناديك باسمائك الحسنة يا أكرم من سُئل وأفضل من أعطى ومنح ان تهدينا وتغدق علينا بنورك يانور السموات والأرض وتسكنه قلوبنا وتجلى به الغشاوة عن ابصارنا فتتلمسه وتتشبث فيه تجعله انفسنا وضمائرنا أمامها وخلفها وعن ايمانها وشمائلها ونتوسل اليك يا حي ياقيوم ان تقوي ايماننا ويقيننا قال تعالى (ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم) الآية الحكيمة 11 سورة التغابن , فالقلب المفعم بالايمان والذي لا , يشوبه رياء أو كبر والصادق يكون هداه أسرع , فالإيمان والتقوى أجل صفات الصالحين المتكلين المعتمدين على ربهم وهو العليم بهم والمطلع بما تعلن وتخفي صدورهم وانه القادر بعزته وامره بإخراجهم من الظلمات إلى النور فمن يتقيه سبحانه وتعالى يكفر عنه سيئاته ويعظم له اجره فالمهتدي يمشي مطمئناً بتيسير خالقه على الصراط المستقيم بلا خوف أو حزن مستمداً قوته ودعمه بالله الهادي فمن يهد الله فلا مضل له. اللهم بحفظك جنبنا الضلال وابعده عنا يا أرحم الراحمين واجعل يامنان الهداية من لدنك تشمل اسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا وتقودنا وتسيرنا اليك فانت ياعلام الغيوب قلت وقولك سبحانك هو الحق المبين اخبرت به ياذو الجلال والإكرام صفيك وخليلك ونبيك المصطفى المختار صلوات الباريء وسلامه عليه قلت يا عظيم في محكم تنزيلك المبارك (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) صدق الله العظيم الآية الكريمة 56من سورة القصص .لانك انت وحدك وبأمرك وإرادتك تهدي من شئت فيا الله ارجوك ان تهدينا وآباءنا وأمهاتنا وذريتنا والمسلمين المخلصين التائبين والعائدين اليك والمستغفرين وتجعلنا هداة مهتدين فنحن الاحوج لك ياعزيز يا رحيم وانت الغني الحميد.