إنهما حالتان لا ثالث لهما (الأفراح والأتراح) واضغط على الثانية لان المشاهد والمألوف هو الصلاة على الميت في الحرم الحرام والمشي مع الجنازة من الحرم حتى المعلاَّة حيث مقابر الحجون، وثمة حالة ثالثة (المرض) ومن عادة الناس تفقد بعضهم : ومن عادة السادات ان يتفقدوا أصاغرهم والمكرمات عوائد سليمان ذو ملك تفقد طائراً وكانت أقل الطيور الهداهد تعوَّد سعادة الوجيه الشيخ عبدالرحمن ابن المرحوم الشيخ عبدالقادر فقيه اذا علم بوفاة احد معارفه ان يأتي المقبرة لأداء واجب العزاء ومواساة ذوي الميت، وفي الفترة الأخيرة يكتب نعي المتوفى بالجريدة، وتحضرني الكلمة التي كتبها في رثاء الاستاذ علي عبدالله بشاوري عند عودته من اجازته، ومن العبارات اللطيفة التي جاءت في مقاله ولو كنت بمكة لوقفت اتلقى العزاء مع أهله وذويه، وفي فترة متقاربة من بعضها بين (الافراح والاتراح رأيته يحضر وبكل طمأنينة)، وشملتني هذه العاطفة ليلة الاربعاء ان حضرت مجلس التذكير بعد غياب اكثر من ثلاثة شهور لظروف مرضية مستعيناً بالله ثم بالمشاية ذات الاربع ارجل ودخل الشيخ عبدالرحمن المجلس وسلمت عليه وانا جالس فسألني (ماهذا الذي اراه فقلت انها حالة مرضية من أكثر من ثلاثة شهور فقال سامحنا في التقصير فرددت ليس هناك تقصير مقصود ان شاء الله ولكنكم مقصرون ومحلقون، وبانتهاء الجلسة فتح باب صالون السُّفْرة فالتفت اليَّ وقال (تجلس معنا على السُّفْرة أو يحضرون لك العشاء وأنت جالس هنا فقلت انني مع العموم على السُّفْرة واطعمك الله من ثمار الجنة وفعلاً فان الابن عبدالله بره يواصل السؤال عني، وآخر ثلاثائية كان الضيف سعادة الشيخ طارق السودان بجدة بالنورس واعلمني الاخ عبدالله بره الاوتوبيس بعد صلاة المغرب مباشرة يقوم من منزل الوجيه بمكة الى جدة النورس وبانتهاء المحاضرة والعشاء يرجع الى مكة فقلت إن شاء الله ولم احضر لظروفي المرضية .. وقرأت مباركة الشيخ عبدالرحمن للاستاذ الشاعر د. عبدالله ابن المرحوم محمد صالح باشراحيل في تكريم فخامة الرئيس السوداني بتقليده وسام العلم والآداب والفنون الذهبي بعنوان (الوسام والدكتوراه تقدير مستحق وتثمين صادق لشاعر مكي اصيل) وكذلك حضر الشيخ عبدالرحمن حفل ابناء (آل جمال) وشاركهم الفرحة في حصول الاستاذ فائز صالح جمال على الدكتوراه، وسألني الصديق الصدوق السيد الجليل فضل محضار عقيل كم تعطي الشيخ عبدالرحمن فقيه من العمر فرددت فوق الثمانين ودون التسعين تقابلوا في جنازة السيد د. عباس حمزة المرزوقي ابو حسين، وآل المرزوقي وذووهم يشكرون كل من واساهم في الفقيد السيد د. عباس رحمه الله والحمد لله رب العالمين.