كم انزعج وربما غيري الكثير وأنا أتصفح منشوراتنا المحلية وما يتصدر محلياتها من أخبار المداهمات والقبض والملاحقة ومن ثم المطاردات والموت واطلاق النار والضياع من أجل حماية هذا المجتمع من الأشرار الأمر الذي جعل هؤلاء القلة من أصحاب المخدرات هم الداء الأول منذ ثلاثين سنة أو هكذا أظن، إذ لا يمكن أن أتصفح منشورة إلا وأجد خبراً عن هذه الآفة. أذكر فيما أذكر سنة 1407ه ان الرجل الفاضل نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية قد ألقى كلمة جامعة أمام الكل عن المخدرات ومضارها وعن العواقب التي تستشري في المجتمعات الانسانية جراء هذا الداء المرعب، وأقول: المرعب لأنه أخطر ما يهدد العالم الحضاري في حاضره ومستقبله أو كما قال سموه في تلك الكلمة : ( إنه لا توجد جريمة أكبر وأشد وأشرس من جريمة المخدرات) ..وهو مع هذا التنبيه يرسل دعوة مؤمنة من إنسان صادق لأمة لا تتعامل إلا بالصدق مع رجال الصدق ورجال العدل، والمرشد يرى أن على ابن هذه الأرض والمقيم من الأخوة القادمين إليها ان يعوا وان يتدبروا أمرهم للحيلولة قبل ان يداهمهم - لا قدر الله - هذا الوباء وان يتكاتفوا للقضاء على جذوره قبل أن تستفحل وتتمدد وتأخذ شكلا ينوء به الحمل وتغرق في طينه الأجيال والمقدرات، كما أشار سموه إلى ان كل فرد في هذا المجتمع الآمن يعتبر رجل أمن وان عليه واجب التنبيه والمتابعة ومعاونة المسؤولين كل في موقعه، وكانت تلكم الكلمة الرائدة بلا شك إحدى اللوازم التي نحفظها ونعيها خاصة وأننا قد حظينا بنهضة سريعة عامة وان أجيالنا لابد وأن تأخذ الحيطة والحذر من السلبيات التي تهدد مكتسباتها وقيمها العقلية والتنموية فالرقم 4791444 والخاص انذاك بالتبليغ عن المروجين أوالمستعملين لهذه العلة يجب ان يحفظه كل مواطن كما يحفظ رقم عمله أو رقم بيته وان ينتبه بكل حواسه ويدرك مدى ما وصلت إليه مجتمعات العالم الآخر من مشاكل هذه الآفة الجماعية، ودولتنا الرشيدة وقد جندت إمكاناتها للقضاء وقطع السبل في وجه المخدرات قد أحاطت المسألة من كل وجوهها تماما كما أوضحت للكل مدى ما تفعله هذه المهلكات وبينت السبل التي تحصن المجتمع والتي تقضي على جرثومته في مهدها، أما من ابتلي بهذه البلية فقد أعانته على التخلص والشفاء من العقابيل بأن فتحت المستشفيات واستقدمت الخبراء المختصين لمعالجته وتقديم الوسائل التي تعينه وتعيده إلى مجتمعه كما كان قبل إدمانه إنسانا سويا وعاملاً في محيطه، لكن بقي السؤال الحاد والمنتصب وهو كيف تدخل هذه المخدرات ، وما هي الحيلة المغرر بها إذا كانت كل المنافذ البرية والبحرية والجوية مراقبة ومدقق في كل ما يصل ؟؟ قال أخو قحطان: نحن والشمس إذا ما غربت فلنا في الأطلسي أهل ودار أقرب الناس إلينا نسبا وأحب الناس ذكرا ومزار!! من رأى تلك الربى مخضلة بين مدين: انبلاج واحمرار!! وجميع الخلق فيها جسد ليس من فتنته فينا خيار !! ونشيد العشق من أجدادنا يتهادى بين شيح وعرار!! سمرة موغلة في دمنا من رمال ودروب من شفار !!