قال الناقد الدكتور علي الحمود إن المشهد الثقافي السعودي أصبح يعاني حالة فوضى، بدأت تظهر بوادرها من خلال المستوى الذي وصلت إليه الرواية المحلية في العقد الأخير، وقال إن الرواية مع أنها أصبحت الأكثر شعبية، إلا أن غالب الأعمال التي صدرت أخيرا جمعت بين سوء المضمون والضعف الفني. وذكر أن الرواية استقطبت الكثير من الشعراء والأكاديميين والصحفيين، واعتبر أن ذلك ظاهرة تستدعي الدراسة والبحث. واستعرض الحمود واقع النقد الأدبي، وذهب إلى أن النقد ابتعد عن وظيفته الأساسية، وأرجع ذلك إلى اعتقاد بعض النقاد أنهم يحتلون منزلة أعلى من منزلة منشئي الأدب، وقال: إن السنوات الأخيرة شهدت قراءات نقدية هي أبعد ما تكون عن النقد بمعناه الصحيح. وأضاف: إن مشكلة هذه الدراسات التي انتشرت أنها تساهم في نشر الفوضى الأدبية، من خلال غياب دور النقد الأدبي السليم الذي يقوم بدوره المهم في دراسة النصوص الأدبية. وأكد الحمود أن الأجيال الجديدة من المبدعين تحتاج إلى القراءة الواعية العميقة للنماذج الأدبية الأصيلة؛ للإسهام في تشكيل تجاربهم، وتعميق فهمهم بطبيعة الأدب، كما أنهم يحتاجون إلى النقد الحقيقي الذي يقوم تجاربهم بصدق، ويرشدهم إلى الجوانب الإيجابية والسلبية فيها. وعن استشراف النص الأدبي وتذوقه، يقول «إذا أردت الوقوف عند الرؤية التي أبعدت النقد الأدبي عن وظيفته الأساس، فإنه من الضروري البحث عن الأسباب الحقيقية لذلك. ومن وجهة نظري المتواضعة المبنية على المتابعة الدقيقة لساحتنا النقدية بعامة، وعند بعض النقاد الذين انحرفوا بالنقد الأدبي عن وظيفته الرئيسة بخاصة، أجد أن من أبرز الأسباب التي أدت إلى ذلك اعتقاد بعض النقاد أنهم يحتلون منزلة أعلى من منزلة منشئي الأدب؛ فالنصوص الأدبية التي أنتجها أدباؤنا لا ترقى إلى المكانة العلمية العالية التي يحتلونها؛ مما دفعهم إلى البحث عن جوانب بعيدة عن طبيعة الأدب ونقده، مثل ما يعرف بالنقد الثقافي. ومن هنا ظهرت قراءات نقدية – إن صحت التسمية – هي أبعد ما تكون عن موضوع النقد الأدبي وطبيعته، وبدا أن ما يقدمونه يمكن أن يدرج تحت أي شيء إلا النقد الأدبي! ومشكلة هذه الدراسات التي انتشرت أنها تساهم في نشر الفوضى الأدبية، من خلال غياب دور النقد الأدبي السليم الذي يقوم بدوره المهم في دراسة النصوص الأدبية. وأرى أن بوادر الفوضى الأدبية بدأت تظهر بوضوح في المشهد الأدبي المحلي، ومن أبرز مظاهرها مستوى الرواية المحلية في العقد الأخير».