أكد مدير جامعة أم القرى , الدكتور بكري بن معتوق عساس أن تجربة المملكة في إدارة الحشود البشرية خلال موسم الحج تجربة ثرية لا يمكن بأي من حال من الأحوال مقارنتها بأي تجمعات عالمية أخرى. جاء ذلك في كلمته التي ألقاها يوم أمس في حفل افتتاح حلقة النقاش العلمية التي نظمها مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة اليوم بقاعة الملك عبد العزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية تحت شعار ( النقل المعلق وإدارة الحشود ) . وكان الحفل الخطابي الذي أقيم بهذه المناسبة قد بدأ بآيات من القرآن الكريم ثم ألقى مدير مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة , الدكتور عدنان قطب كلمة تحدث فيها عن أهمية هذه الحلقة العلمية والموضوعات التي ستناقشها على مدى يومين مبرزا دور مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة في عقد مثل هذه اللقاءات والنقاشات العلمية الرامية إلى تحقيق الغايات المرجوة في مثل هذه اللقاءات العلمية والخروج بالنتائج المثمرة والبناءة معتبرا المركز أحد ابرز المراكز التي أنشأتها وزارة التعليم العالي والتي يفوق عددها خمسين مركزا موزعة في مختلف مناطق المملكة لتحفيز وتنشيط البيئة البحثية بين الأكاديميين ومحاولة لغرس لبنة التميز البحثي في جامعات المملكة. وقال : إن مركز التميز يرتبط ارتباطاً مباشرا بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة مما جعله يحظى بهذه المكانة التي خولته للقيام بطرح القضايا التي تهتم بشؤون الحج والعمرة وخدمة قاصدي بيت الله الحرام انطلاقا من الاهتمام والرعاية الكريمة التي توليها قيادتنا الرشيدة في هذه البلاد وفقهم الله مضيفا أن هذه الحلقة العلمية ستبحث على مدى يومين محورين أساسيين الأول عن النقل المعلق ( التلفريك ) والمحور الآخر سيناقش النقل وإدارة الحشود في الحج والعمرة وأفاد أن علمية النقل المعلق تعد وسيلة نقل مساعدة وليست بديلة عن وسائل النقل القائمة حاليا لتتواءم مع الطبيعة الجغرافية والتضاريس الجبلية بمكةالمكرمة وتعتبر الوسيلة الأوفر اقتصاديا للاستفادة منها فعليا للتخفيف من معاناة النقل في الزحام مبيننا أن المركز قام بالتعاون مع مركز النقل وإدارة الحشود بجامعة تورنتو بكندا بوضع خطة عمل للخروج بأفضل الوسائل في عملية النقل المعلق والاستفادة من خبرات المركز في هذا المجال كما قام المركز باستقطاب العديد من الأفكار البحثية الإبداعية وكون فرق عمل ولجان تحكيم علمية لمراجعة الأفكار وبلورتها والاستفادة من الجهات المعنية في مجال الحج والعمرة. ثم قدم الدكتور عامر شلبي من جامعة تورنتو شرحا عن فكرة النقل المعلق الذي يعد وسيلة مواصلات ذات شعبية عالية بسبب كفاءتها الاقتصادية المتمثلة في استهلاك الطاقة ومناسبتها للاستخدام في المناطق الحضارية المتميزة بالحواجز الطبوغرافية والمساحة المحددة مشيرا الي ان المكونات الأساسية للنقل المعلق بالحبال تتألف من مقصورات وكوابل ومحرك وأبراج ومحطات للأركاب متطرقا الي الصعوبات التي تواجه عملية النقل في مكةالمكرمة والمتمثلة في التطورات العمرانية خاصة في المنطقة المركزية وزيادة الكثافة السكانية خارج المنطقة المركزية وكذلك التضاريس الجبلية الصعبة في مكةالمكرمة ووجود مساحة محدودة للطرق ووسائل المواصلات في المنطقة المركزية وبين أن الدراسة حددت وضع ستة مقترحات للخطوط النقل المعلق تضمنت ربط موقف كدى بمنطقة الحرم بطول 2.3 كيلو متر بدون محطات وسطية عبر مسار واحد وكذا إيجاد مسارين لربط موقف الرصيفة بمنطقة الحرم احدهما بطول مباشر 3.2 كيلو متر بدون محطات وسطية ( مسار الرصيفة أ) ومسار أخر موازي لطرق المؤدية للحرم المكي الشريف وله ثلاث محطات وسطية بطول إجمالي 3.3 كيلو متر ( مسار الرصيفة ب) بالإضافة إلى ثلاثة مسارات بالتنعيم أحدهما مسار مباشر بطول إجمالي 5.1 كيلو متر بدون محطات وسطية ( مسار التنعيم أ) ومسار أخر مشابه بطول إجمالي 5.1 كيلو متر وبه محطة وسطية واحدة عند موقف الشهداء ( مسار التنعيم ب) والمسار الثالث موازي لمسار الطرق وله ثلاث محطات وسطية بطول 5,8 كيلو متر ( مسار التنعيم ج ) وأوضح أنه تم دراسة نوعين من تكنولوجيا النقل المعلق لاستخدامها في مكةالمكرمة بأجمالي 12 خط نقل معلق محتمل لجميع المسارات مجتمعة منها خطي لمسار كدى وأربعة خطوط لمسار الرصيفة وستة خطوط لمسار التنعيم عقب ذلك تحدث الدكتور فاضل عثمان من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج عن طبيعة مكةالمكرمة وأوضاع النقل المناسبة مشيرا إلى الصعوبة المتمثلة في تلك الكتل الجبلية خاصة في المناطق المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف مما جعل عملية النقل أمرا يحتاج إل تطوير وسائله وأساليبه عبر التقنيات التكنولوجيا الحديثة مستشهدا بالصور الجوية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ثم واصل الدكتور عامر شلبي من جامعة تورنتو حديثه عن النظرة الشاملة والأفكار العملية للتخطيط والتصميم للنقل المعلق في مكةالمكرمة والمفاهيم الأساسية والتقنيات الحديثة لأنظمة النقل المعلق في العالم . بعدها أوجز الدكتور بهاء الشلالفة من جامعة تورنتو أوليات المناطق للنقل المعلق في مكةالمكرمة وتحديد الأولويات وعرض نموذج محاكاة مرئية للمقترح وتقدير التكاليف ومقارنتها بخدمة المستفيدين والاستيعابية الكلية للمشروع النقل المعلق إضافة إلى الجدوى الاقتصادية للمقترح البحثي من جهته استعرض الدكتور صلاح احمد من جامعة أم القرى موضوع تقدير الحشود أثناء الحج والعمرة ( نظام استشعار الحشود ) ثم تحدث الدكتور أحمد البديوي من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج عن موضوع تحليل أزمنة الانتقال على المحاور الرئيسة بمكةالمكرمة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية خلال فترة الحج ثم تطرق الدكتور ماهر الشنقيقري من جامعة أم القرى لموضوع استخدام الحساسات اللاسلكية الذكية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي أعقبه الدكتور معراج مرزا بجامعة أم القرى بالحديث عن التأثيرات الحالية والمستقبلية لتغير استخدامات الأرض وشبكة الطرق على زيادة مخاطر الفيضان في مكةالمكرمة واستعرض الدكتور محمد أسامه أبو خزيم من جامعة أم القرى موضوع نظام استشعار لأداره الحشود باستخدام تحليلات الفيديو وعرض الدكتور محمد عارف والدكتور عبد المجيد خليل من جامعة أم القرى النظام التلقائي لتحديد وإدارة الحشود بالمسجد الحرام ثم تحدث الدكتور تركى حبيب الله من معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج حول خصائص المنحدرات وحركة المواد بجبال مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وأثرها على النقل والمساكن واستكمل الدكتور فاكر داوود من كلية ينبع الجامعية حلقة النقاش بعرض موضوع إدارة الحشود بالتقنيات المساعدة والتعرف اللاسلكي ثم تحدث الدكتور شريف العتربي من جامعة أم القرى عن نظام نسخ احتياطي امن للحاسب والهاتف المحمول مستضيفا على أنظمة تخزين الحوسبة السحابية واختتم الدكتور عماد فلمبان من جامعة أم القرى حلقة النقاش بموضوع إدارة معلومات الحشود للمساعدة في تطوير أنظمة النقل، ويواصل المشاركون في الحلقة العلمية أعمالهم اليوم الأحد بمناقشة الموضوعات المتعلقة بالنقل وإدارة الحشود .