أكد مدير مركز التميز في أبحاث الحج والعمرة الدكتور عدنان قطب أن وسائل «النقل المعلق» لحجاج بيت الله الحرام ستحل مساعداً لا بديلاً عن وسائل النقل القائمة حاليا، مؤكداً أنها تعتبر الوسيلة الأوفر اقتصادياً للاستفادة منها فعلياً والأكثر جدوى في التخفيف من معاناة النقل في الزحام، إضافة إلى تواؤمها مع الطبيعة الجغرافية والتضاريس الجبلية لمدينة مكةالمكرمة. وقال قطب خلال حلقة النقاش العلمية التي نظمها المركز أمس في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية في المدينة الجامعية تحت شعار «النقل المعلق وإدارة الحشود» إن المركز وضع بالتعاون مع مركز النقل وإدارة الحشود في جامعة تورنتو في كندا خطة عمل للخروج بأفضل الوسائل في عملية النقل المعلق، والاستفادة من خبرات المركز في هذا المجال، مشيراً إلى أن المركز عمل أيضاً على استقطاب العديد من الأفكار البحثية الإبداعية، وشكل فرق عمل ولجان تحكيم علمية لمراجعة الأفكار وبلورتها والاستفادة من الجهات المعنية في مجال الحج والعمرة. واضاف أن مركز التميز يرتبط ارتباطاً مباشراً بمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ما جعله يحظى بهذه المكانة التي خولته طرح القضايا التي تهتم بشؤون الحج والعمرة وخدمة قاصدي بيت الله الحرام، مشيراً إلى أن هذه الحلقة العلمية ستبحث على مدى يومين محورين أساسيين الأول عن النقل المعلق (التلفريك)، والآخر سيناقش النقل وإدارة الحشود في الحج والعمرة. من جانبه، أشارالخبير الإستراتيجي في جامعة تورنتو الدكتور عامر شلبي إلى أن فكرة النقل المعلق تعد وسيلة مواصلات ذات شعبية عالية بسبب كفاءتها الاقتصادية المتمثلة في استهلاك الطاقة، ومناسبتها للاستخدام في المناطق الحضارية المتميزة بالحواجز «الطبوغرافية» والمساحة المحددة، موضحاً ان المكونات الأساسية للنقل المعلق بالحبال تتألف من مقصورات وكوابل ومحرك وأبراج ومحطات للإركاب. وتطرق إلى الصعوبات التي تواجه عملية النقل في مكةالمكرمة، المتمثلة في التطورات العمرانية خصوصاً في المنطقة المركزية وزيادة الكثافة السكانية خارج المنطقة المركزية، وكذلك التضاريس الجبلية الصعبة في مكةالمكرمة ووجود مساحة محدودة للطرق ووسائل المواصلات في المنطقة المركزية. ولفت إلى أن الدراسة وضعت ستة مقترحات لخطوط النقل المعلق تضمنت ربط موقف كدى بمنطقة الحرم بطول 2.3 كيلو متر من دون محطات وسطية عبر مسار واحد، إيجاد مسارين لربط موقف الرصيفة بمنطقة الحرم أحدهما بطول مباشر 3.2 كيلومتر من دون محطات وسطية (مسار الرصيفة أ)، مسار آخر موازٍ للطرق المؤدية للحرم المكي الشريف وله ثلاث محطات وسطية بطول إجمالي 3.3 كيلومتر ( مسار الرصيفة ب)، إضافة إلى ثلاثة مسارات في التنعيم أحدهما مسار مباشر بطول إجمالي 5.1 كيلومتر من دون محطات وسطية ( مسار التنعيم أ)، ومسار آخر مشابه بطول إجمالي 5.1 كيلومتر يتضمن محطة وسطية واحدة عند موقف الشهداء ( مسار التنعيم ب)، فيما يوازي المسار الثالث مسار الطرق وله ثلاث محطات وسطية بطول 5,8 كيلومتر (مسار التنعيم ج). وأوضح أنه تمت دراسة نوعين من تقنية النقل المعلق لاستخدامها في مكةالمكرمة بإجمالي 12 خط نقل معلقاً محتملاً لجميع المسارات مجتمعة منها خطان لمسار كدي وأربعة خطوط لمسار الرصيفة وستة لمسار التنعيم. بدوره، لفت الخبير في معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج الدكتور فاضل عثمان إلى الصعوبة المتمثلة في تلك الكتل الجبلية خصوصاً في المناطق المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف، ما جعل عملية النقل أمراً يحتاج إلى تطوير وسائله وأساليبه عبر التقنيات الحديثة مستشهداً بالصور الجوية لمكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وعرض الخبير الهندسي الدكتور بهاء الشلالفة من جامعة تورنتو أولى المناطق للنقل المعلق في مكةالمكرمة وتحديد الأولويات، وعرض نموذج محاكاة مرئية للمقترح وتقدير الكلفة، ومقارنتها بخدمة المستفيدين والاستيعابية الكلية للمشروع النقل المعلق، إضافة إلى الجدوى الاقتصادية للمقترح البحثي. وناقشت الدورة التي تواصل أعمالها اليوم الأحد ولليوم الثاني على التوالي موضوع تقدير الحشود أثناء الحج والعمرة (نظام استشعار الحشود)، وتحليل أزمنة الانتقال على المحاور الرئيسة بمكةالمكرمة باستخدام نظم المعلومات الجغرافية خلال فترة الحج، واستخدام الحساسات اللاسلكية الذكية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي، والتأثيرات الحالية والمستقبلية لتغير استخدامات الأرض وشبكة الطرق على زيادة مخاطر الفيضان في مكةالمكرمة.