حينما تحتفل الشعوب المتحضرة بيومها الوطني فانها تحتفل به بطريقة حضارية وممتعة وتعد البرامج لمثل هذا اليوم. اما ما شاهدته من احتفال باليوم الوطني (81) فان طريقة الاحتفال التي رأيتها بأم عيني طريقة غير حضارية على الاطلاق فالوقوف في الشوارع والرقص على أسطح السيارات وتعطيل الحركة المرورية فهذه أساليب لا تعكس الهدف من هذا اليوم الذي نود فيه ان نشكر الله على ما أنعم علينا فيه من نعم حتى تحقق لنا ما تحقق وما هو الدور المطلوب منا للمحافظة على هذه المكتسبات عبر لوحات وبرامج منظمة نعبر فيها عن بهجتنا وسعادتنا بهذا اليوم. لقد شاهدت بعض الشباب وهم يقفون بسياراتهم في وسط الشارع وينزلون منها للرقص على سطحها معطلين حركة السير بالرغم من الجهود المضاعفة التي بذلها رجال المرور والأمن. والسؤال ماذا لو كان هناك مريض في حالة حرجة ويرغب اهله في ايصاله للمستشفى بأقصى سرعة او امرأة في حالة ولادة.. ان تلك التصرفات لا تفتقد الى الحضارة فحسب وانما تفتقد الى الانسانية حينما لا نحس بهموم الآخرين واحتياجاتهم. حضرت عيد الاستقلال الأمريكي حينما كنت أدرس هناك وهو يصادف اليوم الرابع من يوليو من كل عام.. وذهبت وشاهدت كيف يحتفل الناس بمثل هذا اليوم حيث يلتقون بمكان عام ويتجهون صوبه منذ الصباح الباكر.. وفيه من البرامج والأناشيد الوطنية ما يثير الفخر والبهجة لهم وعند انتهاء الاحتفال يعود الناس الى منازلهم بكل سهولة ويسر دون احداث أي نوع من الفوضى او الارباك المروري.. وتعطيل مصالح الناس. لذا لابد من تكثيف الدور الاعلامي للتسليط على السلبيات التي حدثت والتي يجب ان لا تتكرر مهما اتخذنا من اجراءات حازمة ومؤلمة.. بحق من يخرج عن الأنظمة والتعليمات فهذا وطننا وعلينا المحافظة عليه وعلى مكتسباته وليس الاساءة اليه او الاساءة لمكتسباته. وعاش الوطن دائماً عزيزاً والمواطن كريماً وسلمه الله من كل شر. آخر السطور: (آخر العلاج الكي)