البيان الذي أصدره الاتحاد الأفريقي أمس وأعلن فيه اعترافه بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا يمثل كسباً سياسياً كبيراً للمجلس وخسارة دبلوماسية لا تعوض للعقيد القذافي الذي كان يتطلع إلى أن يجد حماية له في الدول الأفريقية التي كان ينفق عليها بسخاء على قادتها وعلى الاستثمارات الليبية فيها. كما أن هذا الاعتراف يعني الا تتعاون الدول الأفريقية التي لجأ إليها بعض أبناء القذافي وبعض أركان حكمه معهم وأن تتعامل معهم وفق ما يطلب المجلس الانتقالي ، الذي يطالب بعودتهم وعودة ما حملوه معهم من ذهب ومال وسلاح. لقد كان القذافي يعول كثيراً على الدول الأفريقية بل في آخر حياته السياسية اتجه بكل طاقته نحو أفريقيا منتقداً الجامعة العربية. وبالفعل كانت كثير من الدول الأفريقية تبادل سخاءه بوفاء .. ومن الدول الأفريقية دول عرضت عليه حق اللجوء أو عدم الممانعة إذا ما قرر التوجه اليها. ولكن اعتراف الاتحاد الأفريقي بالمجلس الوطني الانتقالي يحبط كل تلك المحاولات. وحقيقة لقد تعرض الاتحاد الأفريقي إلى ضغوط غربية وأمريكية تحديداً من أجل أن يقطع علاقته بالقذافي وقد كان هذا الأمر صعباً في البدء ولكن مع التطورات الميدانية وسقوط طرابلس وعزم الثوار على اقتحام آخر معاقل القذافي بدأ الاتحاد الأفريقي يستجيب رويداً رويداً إلى أن جاء بيانه بالأمس ليؤكد قطع كل علاقة له مع القذافي.