عاد الهدوء الليلة قبل الماضية إلى ميناء سيدي افني جنوب غرب المغرب بعد مواجهات بين رجال الأمن ومتظاهرين عاطلين عن العمل، وسط تضارب عن سقوط ضحايا في تلك المواجهات بين نفي رسمي وتأكيدات منظمات حقوقية. وبينما نفت السلطات المغربيةُ سقوط قتلى في المواجهات بين قوى الأمن والمتظاهرين الذين حاصروا الميناء، قال المركز المغربي لحقوق الإنسان إن الاضطرابات الاجتماعية التي شهدتها المدينة خلفت نحو خمسة قتلى، كما أسفرت عن جرح 44 شخصا بينهم 27 من رجال الأمن، حسب ما أعلنته مصادر متطابقة. وقال كبيرالأطباء في مستشفى سيدي افني محمد شفيق إن 44 شخصا أصيبوا بجروح طفيفة في هذه العملية، مضيفا أنه لم يسقط أي قتيل في هذه الحوادث. وفي الرباط قال رئيس الفرع المحلي للمركز المغربي لحقوق الإنسان في سيدي افني إبراهيم سبع الليل “هناك ما بين قتيل وخمسة قتلى”. وقال أحد السكان رفض ذكر اسمه إن العشرات جرحوا وإنه شاهد جثتين في الشارع، وأضاف أن عددا من أصدقائه في المدينة أكدوا له وفاة ثلاثة آخرين على الأقل. وقال محمد عصام الذي أوضح أنه هرب من البلدة لتجنب القلاقل إنه ليس متأكدا من عدد الأشخاص الذين قتلوا، لكنه قال إن كثيرين أصيبوا بجروح خطيرة كما اعتقل المئات وقال دبلوماسي غربي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته إن شاهد عيان موثوقا به أبلغه بمقتل ثمانية أشخاص. ورغم ذلك نفى المتحدث باسم الحكومة خالد الناصري أن يكون سقط أي قتيل، وقالت مصادر في سيدي افني إن الشرطة عمدت السبت إلى توقيف نحو عشرين شابا من العاطلين عن العمل الذين كانوا يقطعون حركة سير الشاحنات المحملة بالسمك في ميناء سيدي افني. وكانت مجموعة من الشبان تحاصر منذ 30 مايو الماضي ميناء المدينة حيث كانت 89 شاحنة في الداخل محملة ب800 طن من السمك. وقال مسؤول أمني محلي عن الميناء إنه ظل تحت الحصار منذ 30 مايو الماضي بسبب المظاهرات المتواصلة في سيدي افني، ما جعل السمك المعبأ في الشاحنات يتعرض للتلف، ومضيفا أن الشرطة ألقت القبض على 20 شخصا ولكن أحدا لم يقتل أو يصاب في العملية التي بدأت بعدما أضرم المتظاهرون النار في سيارة مسؤول محلي.