رغم (التواضع) الذي أبداه أمين العاصمة المقدسة معالي الدكتور أسامة البار ، في توصيفه لبرنامج احتفالات الأمانة بعيد الفطر المبارك لعام 1432ه ، مقارنة مع برنامج أمانة الرياض بهذه المناسبة رغم هذا (التواضع) فإن أمانة العاصمة المقدسة وفقت في تقديم برنامج منوع أرضى ذائقة جمهور عريض من أبناء (البلد الأمين) والمقيمين فيه ، وخلق أجواء البهجة في أيام العيد ، وبخاصة للأطفال الذين استهدفهم البرنامج بنشاط ماتع لقي منهم الإعجاب ، ومن أهلهم الارتياح. وتميزت احتفالية الأمانة اضافة إلى تنوع مناشطها لهذه المناسبة من لقاءات اجتماعية ، وسيرك وألعاب نارية ، ومسابقات وأمسيات شعرية ، وعروض شعبية ومسرحية .. تميزت بتنوع مواقع تنفيذ هذا البرنامج في أماكن متعددة بالعاصمة المقدسة ، مما وسْع دائرة الحاضرين لهذه النشاطات ، والمتمتعين بها. وقد سعدت بحضور عرض مسرحي ، ضمن برنامج احتفالات الأمانة ، بعنوان (أشباح) .. وكانت مفاجأتي بأن مبنى الأمانة يضم مسرحاً جيداً ، يمكن أن يشكّل متنفساً ومنبراً للفرق المسرحية المكيّة ، التي تزخر بالمواهب والعطاءات ، ولا تجد مكاناً لتنفيذ هذه الابداعات .. وأملي أن تتيح الأمانة لهذه الفرق استخدام مسرحها ، في اطار خدمة الأمانة للمجتمع واسهامها في حراكه الثقافي والفني. أما العرض المسرحي (الأشباح) الذي قدّمته فرقة (المحترف) ، فقد قام على فكرة جميلة ، أحيت ذكرى الأديب الرائد أحمد السباعي ، الذي كان له في تأسيس المسرح السعودي جهود جليلة .. هذا إذا استثنينا (الحشو) في النص المسرحي ، فكان في بعضه خروجاً غير موفق عن النص وفكرته وهدفه .. مع تقديري لجهد المخرج ياسر مدخلي ، والأداء الموفّق للممثلين .. ولربط العمل بتكريم الأمانة للأديب الراحل أحمد السباعي ، بحضور ابنه الأستاذ أسامة السباعي ، ولكاتب المسرحية الأولى لمسرح السباعي ، الأديب الراحل محمد عبدالله مليباري ، بحضور ابنه الدكتور عبدالعزيز مليباري. بقي أن أشير وأشيد بجهود جنود مجهولين أسهموا بنجاح برنامج الأمانة وفي استقطاب الجمهور إليه ومنهم الفنان المبدع صديق واصل والمسرحي العتيق محمد الجعبي وغيرهما ممن أجهل اسمه أو نسيت ذكره.