من المفترض أن يصل اليوم إلى دمشق الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لعرض المبادرة العربية على الرئيس السوري بشار الأسد ، وتأتي زيارة العربي بعد اعلان تأجيلها بسبب اعتراض دمشق على استقبال أمين عام الجامعة لوفد معارض سوري ...وحرصت سوريا أن تبين أن ما حصل للزيارة هو تأجيل وليس الغاء مما يعني أن هناك استعداداً للمناقشة مع نبيل العربي في الأفكار التي يطرحها والتي تمثل وجهة النظر العربية من أجل خروج سوريا من الأزمة الراهنة. وتتزامن زيارة العربي مع ضغوط متوالية ومتصاعدة على الأسد من أجل وقف العنف وإهدار دماء الشعب السوري الذي يطالب بإصلاحات حقيقية ، فقد أبدت تركيا الدولة الجارة لسوريا امتعاضاً شديداً من سياسة الأسد في مواجهة شعبه ودعت إيران الدولة الحليفة لسوريا ولأول مرة الأسد إلى وقف العنف والتصالح مع شعبه ، ذلك بالطبع بخلاف الضغوط الدولية التي تتسارع من أجل موقف دولي قوي ضد الأسد وحكمه. أمام هذا المشهد يبقى التجاوب الرسمي السوري مع المبادرة العربية الفرصة الوحيدة أمام القيادة السورية للخروج من المأزق الراهن ..وذلك بقبول المبادرة والعمل على تفعيلها على أرض الواقع، وبخلاف ذلك لن يزداد النفق السوري إلا ظلاماً.