ويضيف الشيخ الفاداني ان شيخه الغازي كان آية في المحافظة على أوقاته مع التعفف والزهد والنسك والخشونة تعلوه هيبة العلماء وسمة الاتقياء، استفاد من علومه القاصي والداني... قال عنه معالي الاستاذ د. عبدالوهاب ابو سليمان العلامة المسند عميد المؤرخين المكيين (فاذا مررت عليه تجده عند مدخل رباط يسمى رباط الحنابلة قرب باب الزيادة نصب له دولابا صغيراً وضع فيه قليلاً من علب الكحل والصباغ وامامه دفاتر الكتابة المدرسية وبين يديه الورق لقيد ما يريد تقييده). توفي عام 1375ه وصلي عليه بالحرم الحرام في وقت العصر ودفن في حوطة الشهداء بمقبرة المعلاة بالحجون فرحمه الله رحمة واسعة، وقد اعتمدت الدارة والمحقق على مصورة نسخة الافندي الشيخ محمد حسين نصيف رحمه الله قال الاستاذ طاهر الكردي عن الشيخ عبدالله الغازي رحمهما الله (كان قد فرض على نفسه في كتابة تاريخه افادة الانام كل ليلة اتمام قسم لا ينام حتى يكمله وهذا نظام دقيق في العمل لا يقدر عليه كل مؤلف فهو اشبه بتدوين المذكرات اليومية).. ومما لا اختلاف فيه ان هذا السفر القيم بأجزائه السبعة يعد من خيرة الكتب التي جمعت التاريخ المكي فقد ربط المؤلف به ما كاد ينقطع من حلقات سلسلة تاريخ مكةالمكرمة وبالأخص في الحقبة الأخيرة التي يكتنفها الغموض والاهمال في التدوين فتصدى لهذه الفترة العصيبة الواقعة بين نهاية القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر وما حفل فيها من وقائع واحداث جسام تفرد الشيخ الغازي بذكرها فقد جمع رحمه الله ما كتب واضاف اليه ما كتب فكانت الحصيلة هذا الكتاب الموسوعي الفريد، ويضيف الشيخ الكردي رحمه الله انه سمع من ثقات ان الامريكان المقيمين بالظهران قد اخذوا لافادة الانام صوراً فوتوغرافية ومنحوا اولاده مكافأة سخية وقد انتهج الشيخ الغازي اسلوباً جديداً بالنسبة لعصره وطريقة المؤرخين من قبله فقد وضع الكتاب في (مقدمة وعشرة أبواب وخاتمة) (وهي امانة تذكر له فتشكر) فعليه رحمة الله.