قال الله تعالى في كتابه العزيز (واذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون...)صدق الله العظيم الحمد والشكر له سبحانه وتعالى على ما انا فيه من نعمه حرم منها الكثير ويفتقدها الكثير من الناس والتي ليس لي فيها أي دور. والشكر ايضا لهذا الوطن ممثلا في ولاته الذين وفروا لنا الامن والامان ورغد العيش... حتى وصلنا الى ما نحن عليه الان. بعد ذلك لابد من شكر اصحاب الفضل علي من خلق الله... وقد قيل “ من لا يشكر الناس لا يشكر الله “. وقبل ان اذكر اصحاب الفضل علي شخصياً... هناك حقيقة... اشاهدها كثيراً في واقعنا... تتمثل في رد المعروف الى اهله والاعتراف به...فإن الناس ينقسمون في ذلك الى قسمين...اما اعتراف البعض بفضل بعضهم على بعض واما النكران والجحود والذي قد يصل بعضه الى درجة رد الجميل والمعروف بعكسه... وهذا منتهى النكران والجحود. فتجد البعض منا قد صنع له معروف سواء كان المعروف قليلاً ام كثيراً... فيرد الجميل بمثله ان لم يكن باكثر. والبعض الاخر... لا يعترف بذلك ولو وجد الفرصة لعكس الامر...فهو ناكر جاحد لما صنع فيه او عمل له. وبعد ان وفقني الله سبحانه وتعالى لشكره... وهو صاحب الفضل الاكبر على أي مخلوق... ثم شكر هذه الدولة الرشيدة...جاء دور بعض المخلوقين الذين لهم فضل على شخصي... ولا بد من شكرهم وهذا اقل ما يستحقون :- فاولهم ابي وامي “ معاً “ ليس واحد دون الاخر وليس لانهما ابي وامي فقط “ وهذا في حد ذاته يكفي “... لكن لان كل واحد منهما رحمهما الله تعالى واسكنهما فسيح جناته “ له فضل كبير وعظيم علي “... حيث كان والدي شيخاً جليلاً حافظاً للقرآن الكريم حسن التعامل والحديث مع الناس وخطيباً للجمعة وكان لديه القبول بين الناس فكان يصلح بين الناس سواء قبيلتنا او من القبائل الاخرى او من يأتيه متخاصماً او طالب حق من اخر... فكان يصلح اكثر امور من يأتيه ولا يجعل الامر يكبر او يصل الى الدولة... وكنت قريباً منه رحمه الله... احضر مجالسه او من يحضر اليه ويجالسه... الا ان يطلب مني ان اقوم من تلك الجلسة فابادر بالقيام تلبية لطلبه وحفظا لسر ذلك الذي اتى اليه سواء فردا او جماعة. اما والدتي فكان شأنها شأناً وكانت تساوي عدداً من الرجال والنساء نظرا لرجاحة عقلها وطيبة نفسها وتمسكها بالعادات العربية السليمة واستيعابها وحبها للجميع... فليس لها عدو او خصم اوكاره فاجتمع الكل عليها وحولها...ولا يختلف عليها احدا - ذكراً كان ام انثى...فكانت رحمها الله اذا ذكرت باسمها “ الغالية “ او كنيتها “ ام محمد “... الكل يشكر لها ويثني عليها ويذكرها بالخير وكانت ذا مكانة وحسب ونسب... عند جماعتها رحمها الله واسكنها الجنة. وعندما ادخلوني المدرسة... في المرحلة الابتدائية لم يكن هناك شخص بعينه في المدرسة له اثر علي لانهم حقيقة كانوا يؤدون وظيفة ولا يستشعرون عظم الرسالة التي يؤدونها وفعلا هم كذلك ياتي الواحد منهم كما اشاهد... بل كما كنت اشعر...يؤدي ما عليه من تدريس او عمل إداري...ولا يزيد عما في المقرر او عمله اليومي فقط...وكان تاثير والدي ووالدتي هو الميسر لي بعد الله تعالى في المرحلة الابتدائية...حيث لم أزل صغيراً وما تعلمته منهما لا زلت اتمسك به وهو زادي في هذه المرحلة من عمري. كذلك في المرحلة المتوسطة تكرر نفس السيناريو او النظام... لكن في هذا السن كان لي نشاط خارج المدرسة والمنزل حيث كنت احب مجالسة من هو اكبر مني سناً واحب الذهاب الى المكتبات سواء مكتبة الحرم او مكتبة رابطة العالم الإسلامي بمكة... حين ذاك... وكنت اسير لها على الاقدام والمسافة بين منزلنا والمكتبتين بعيدة جدا... لكن يطيب لي ان اذهب من اجل الاطلاع واكتساب بعض المعرفة... حتى انني كنت وانا في ذلك السن انظر في المخطوطات والتي اتذكر بعضاً منها... الاسفراني والسباعي وغيرهما... وغالبا ما كانت تدور حول التاريخ...البقية الاسبوع القادم... والله المستعان.