إن من المناسبات السنوية الفاضلة ، مناسبة مسابقة الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، لحفظ القرآن الكريم ، وتلاوته ، وتجويده ، وتفسيره للبنين والبنات ، وهي من أيادي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان ، وأعماله الجليلة ، التي تذكرنا دائماً باعتزاز ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية ، بكتاب الله – عز وجل – وافتخارهم بتحكيمه والاهتداء بهديه ، وتشرفهم بخدمته ، والعناية به ، وحرصهم الشديد على نشره ، وتربية الناشئة على التخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه. وتأتي مسابقة الأمير سلمان – حفظه الله – هذا العام ، وقد شهد ميدان تحفيظ القرآن الكريم مكرمة عظيمة ، ومبادرة جليلة من خادم القرآن الكريم والسنة ، الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله ورعاه – بإصدار أمره الكريم بتخصيص ( 200 ) مليون ريال ، للجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم ، بغية تطوير أعمالها ، والرفع من جهودها ، وزيادة تأثيرها ، وإكرام منسوبيها ، مما يدل دلالة قاطعة على أن مكانة القرآن الكريم في المملكة ، لا تعلوها مكانة ، ولا تداينها منزلة ، فهو دستور المملكة ، وقائدها ، ومرشدها في جميع شؤونها الداخلية والخارجية ، فمنه تنطلق ، وإليه ترجع ، وإله تحتكم في كل ما تصدره من أنظمة ، ولوائح ، وتعليمات ، فلا يجوز بحال من الأحوال أن يصدر أي نظام في المملكة ، إذا كان مخالفاً لكتاب الله تعالى ، أو لسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم - كما هو منصوص عليه في مواد كثيرة من مواد النظام الأساسي للحكم في المملكة. وقد أظهرت الأحداث الأخيرة أن أهل القرآن الكريم من هيئة كبار العلماء ، وغيرهم من العلماء ، والأئمة ، والخطباء ، وطلبة العلم، كانوا على قدر المسؤولية ، إذ بينوا الحق للناس ، وأوضحوا حكم الشرع في المظاهرات ، والخروج على ولاة الأمر ، وإثارة الفتنة في بلد مثل المملكة العربية السعودية ، يحكم شرع الله تعالى ، ويعتصم بالكتاب والسنة، مما كان له كبير الأثر ، وعظيم الوقع ، في وأد الفتنة في مهدها، ورد الذين يريدون بهذه البلاد المباركة السوء ، ونشر الفتنة، على أعقابهم خاسرين ، بل وزادنا الله من فضله وكرمه أن جمع قلوبنا على المحبة ، وعلى الاعتصام بالشريعة ، والتفافنا حول ولاة أمرنا ، واعتزاز ولاة الأمر بشعبهم ، ولله الحمد والمنة. وفي الختام أسأل الله أن يجزل الأجر والمثوبة لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ، على رعايته الكريمة لهذه المسابقة الكريمة ، وتكريم أبنائنا ، وبناتنا على حفظهم كتاب الله تعالى ، وتشجيعهم على ذلك وأن يمتعه بالصحة والعافية.