اشارات متناقضة بدأت تصدر من جانب الثوار في ليبيا ففي الوقت الذي يصرح فيه رئيس المجلس الانتقالي في بنغازي بامكانية قبول القذافي وأسرته في ليبيا في اطار اتفاق سياسي يبعدهم عن الحكم يرتفع صوت آخر من جانب الثوار برفض أي تواجد محتمل للقذافي في ليبيا. وفي الحقيقة إن هذا التناقض انما هو صدى للمواقف المتناقضة داخل حلف الأطلسي الذي يقود العمليات العسكرية في ليبيا، فتصريح رئيس المجلس الانتقالي قد يكون تجاوباً مع ما تريده فرنسا وتطرحه من خطة انتقال سلس للسلطة في ليبيا مع ضمان بقاء القذافي داخل بلاده. والصوت الآخر للثوار يأتي تجاوباً مع الموقف الأمريكي الداعي إلى تنحي القذافي مع توفير مكان آمن له خارج ليبيا. ولكن بقاء القذافي داخل ليبيا لن يضمن استقراراً لليبيا ولا يضمن الأمن حتى للقذافي نفسه..فمجرد وجوده حتى لو كان خارج دائرة التأثير المباشر إلا أنه لن يكتفى بذلك فلابد من أن يتحرك لتدبير انقلاب جديد. كما أن وجوده في ليبيا لا يعني أن الثوار الغاضبين لن يصلوا إليه.. فلن يكون في مأمن في أي بقعة كانت في ليبيا ومهما كان مستوى الحماية المتوفر له.