ان ما تعانيه الأسرة لدينا في بعض المنازل أو بالأصح في كثير منها... مرجعه الى تفكك هذه الاسرة وعدم ارتباط وليها بها...كذلك عدم ارتباط الاسرة بهذا الولي...أبا كان او وليا شرعيا...... ثم عدم ارتباط هذه الاسرة بعضها البعض حسب اهمية ومكانة كل شخص فيها والدور الذي يقوم به. وضريبة هذا التفكك “ للاسف الشديد “...مانسمعه ونشاهده من انتحار وهروب وقتل وضرب وطلاق وخصومة وكراهية وانحراف وامراض نفسية وجسدية وعدم تواصل بين الأقارب والأرحام...وشكاوى بعضهم البعض في الامارة والمحافظة وفي المحاكم والشرطة وهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهيئة او جمعية حقوق الإنسان وغيرها......وقد زاد هذا التفكك في الآونة الاخيرة... بسبب ان كل شخص في الاسرة يسعى وراء اموره الخاصة والتي ليس لها علاقة بالاسرة...من سهر وسفر واصدقاء والسعي الشديد بعقل وبدون عقل لتحصيل المال او الشهرة او أي امر اخر شخصي غير مفيد للاسرة... بل غير مفيد حتى لمن يريد الحصول عليه. والخطا الذي وقعنا فيه افراداً واسر “ والاولياء بشكل خاص “...انه لم يراجع احدنا نفسه في لحظة من اللحظات كيف وضعه مع اهل بيته ؟!...والذين هم اولى بالمعروف...او حتى يجلس مع هذه النفس جلسة مراجعة ومحاسبة ويكون صريحاً معها...بحيث يراجع مدى علاقته بهم وعلاقتهم به ومدى تقصيره او اهتمامه بهم وإشرافه عليهم وارتباطه بهم وارتباطهم به ومساعدتهم ومعرفة احوالهم واوضاعهم...وذلك ان يراجع الواحد منا علاقته مع والديه وزوجته والأبناء ومن يعمل لديه في المنزل مديرة منزل مربية خادمة سائق او حارس... الخ. نعم يراجع نفسه من اجل كل هؤلاء بما انه يضمهم منزل واحد وهو ولي عليهم وتربطهم به صلة...وليعلم الواحد منا ان هؤلاء هم اهل بيته ومسؤول مسؤولية كاملة عنهم امام الله سبحانه وتعالى وامام الدولة...اشرافا وقضاء حاجة وتفقد احوال واحتواء وحب وعطف واعطاء حقوق... فكل شخص منهم له حاجته المختلفة الخاصة به...والتي ربما تختلف عن الاخر من حيث الامور المادية والمعنوية والعاطفية وتفقد احواله والاشراف عليه... الخ. نحن في مجتمعنا السعودي... سواء في الإعلام او في مجالسنا واجتماعاتنا... لم نترك شيئا الا نقدناه بل انتقدناه...فلم نترك وزارة أو فرعا لها او ادارة حكومية حتى مسؤولين افراداً او جماعات...الا طالتهم اقلامنا والسنتنا بالنقد...كل ذلك قمنا به... وتجاهلنا الاهم وهو مكون هذا المجتمع وركيزته الأساسية...” الأسرة “ والتي من هذه الاسرة يخرج الوزير والسفير والمسؤول مدنيا كان ام عسكريا ورجلاً او سيدة الاعمال والمهندس والطبيب والمخترع والمعلم واستاذ الجامعة والعالم والاعلامي... و... والتي هي من يتكون هذا المجتمع منها... بل يتكون هذا العالم كله منها. وفي هذه الايام شغلنا انفسنا والناس والدولة والاعلام...بموضوع المرأة... فمثلا...هل تعمل المرأة كاشيراً ام لا أوتقود السيارة ام لا أوتبيع في بعض المحلات الخاصة بالنساء ام لا... الخ...وتركنا الاهم وهي الاسرة والاهتمام بتماسكها وعدم تفككها وحرص ولي الامر عليها والاهتمام بها والتي عليها قوام كل شيء في المجتمع في الدولة بل في العالم كله منذ ان خلق الله سبحانه وتعالى الكون الى ان تقوم الساعة. نعم شغلنا انفسنا واعلامنا ومجالسنا بكل شيء واعطيناه اهتماما...ونسينا او تناسينا بأن هناك في المجتمع اسرة ان صلحت صلح المجتمع كله...وان فسدت هذه الاسرة فسد المجتمع كله وخاصة في هذا الزمان ومع هذا التطور الذي نعيشه والذي اصبح العالم فيه عبارة عن قرية صغيرة مفتوحة تواصل كل جهاتها مع بعضها البعض وبشكل سريع وشامل. لذا يجب العودة الى الاصل وهو الترابط الاسري الذي امر به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم والرسول عليه الصلاة والسلام في سنته المطهرة... حتى تقوى هذه الاسرة وبالتالي يقوى المجتمع أفرادا وأسرا وجماعات...وعلى الدعاة والإعلام والإعلاميين “ الكتاب “ بشكل خاص ان يقوموا بدورهم في إصلاح الاسرة وتوجيهها...في مجتمعنا السعودي الكريم وان يساهم في ذلك الجميع...واقول لكل واحد منا ايضا “ لايكن اهل بيتك...أشقى الناس بك “... رحم الله أبي وأمي واسكنهما الجنة. [email protected] فاكس : 6292368 : 02