فكرة صُنع في مكةالمكرمة فكرة مدهشة ونظرة ثاقبة لمستقبل صناعة الهدايا والأشياء التقليدية الحقيقية التي يمكن للحاج والمعتمر والزائر أن يأخذها معه ذكرى لزيارته هذه الأراضي الطيبية هدية يحملها الحاج والمعتمر من مكةالمكرمة لأهله وذويه تحمل عبق الاراضي المقدسة إلى الأهل والأحباب ، فإن المشاهد حاليا هو نزول الحاج والمعتمر إلى الأسواق وشراء الهدايا التذكارية المختلفة وتكون معظمها صُنع في الصين أو صُنع في اليابان أو اندونيسيا أو الهند يعني أن الهدية تأتي من الصين ثم تعود إلى الصين مرة أخرى أو تصنع في الهند وتأتي إلينا ثم تعود إلى الهند مرة أخرى مع الحجاج ..وسوف نتمكن بإذن الله وقوته من صناعة السبح والهدايا الخاصة بالحجاج في مكةالمكرمة وتحمل كلمة صُنعت في مكةالمكرمة وهذه ليست من الصعوبة بمكان حيث اننا لا ينقصنا شيء والحمد لله رب العالمين سوى البداية والعزيمة القوية. ومازلت أذكر أن آباءنا كانوا يصنعون الهدايا الخاصة بالحجاج في مكةالمكرمة بأنفسهم قبل عملية الاستيراد فقد كان السمكري يصنع علباً من الصفيح على هيئة علبة دائرية ثم تعبأ بماء زمزم وتلحم بطريقة جيدة ثم يأخذها الحجاج معهم إلى جميع انحاء الأرض حاملين معهم ماء زمزم المبارك وكانوا أيضاً يصنعون السبح عند دكان السبح من اليسر الأصلى وخشب الزيتون ، وتباع للحجاج في المواسم ليحملونها إلى بلادهم كما أنه كانت هناك عبوات من نبات الحنا المدقوقة المزروعة في مكةالمكرمة تجفف وتطحن وتعبأ في أكياس صغيرة يحملها الحجاج هدية إلى بلادهم ليفرحوا بها أهلهم هناك إلى جانب ذلك كانت هدية تمور المدينةالمنورة من الأشياء الأساسية التي يحملها الحاج معه أثناء عودته إلى بلاده مثل تمور العجوة المدني وتمور البرني المدني وتمور الحليا واللبانه المكية وبلح الزهو الأحمر كما لا ننسى أيضاً هدايا المساويك التي تنمو في بيئة مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ومساويك نبات الاراك ونبات البشام، كما أن هناك هدية أخرى كان الحجاج يحملونها معهم إلى بلدانهم مثل دوارق الزمزم بالحجم الصغير ومراوح الأيدي المصنوعة من سعف نخل مكةوالمدينة حتى أن الشابورة والمعمول والغريبة كان الحجاج يحملونها معهم إلى بلدانهم على أنها هدية من مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة، هذه الأشياء يمكن لنا تطويرها واخراجها بشكل جميل في عبوات تتفق مع تطور هذا الزمن ويكتب عليها صُنعت في مكةالمكرمة ونكون بذلك قد طورنا أعمال الآباء والأجداد وفتحنا مجالات متعددة للعمل للشباب السعودي ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال (تهادوا تحابوا) الحديث. اللهم ألهم شبابنا حب العمل والانتاج فخراً وعزة لهذا الوطن الحبيب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.