قد نتفق في بعض الأمور وقد نختلف لكن المهم لدى الشعوب ايا كانت هذه الشعوب هو واقعها العام بمذخوره وبطابع شرائحه، ولن نبتعد فهي لا تنتظم الا بما يثريها ويخلق من جهودها ما تراه موافقاً لعنائها واتعابها ومن ثم ما تصدر اليه من صائب الافعال وشحذ الافهام الجماعية مع الأخذ في البال انه لا يخلو مجتمع من فئات لا يتوقف نهبها وانهمار ما تريده دون عناء أو مشقة لكن هذه الفئات لا تعني شيئاً بالنسبة للبقاء للتاريخ لانها لا ترى وجه الحياة الا من خلال الاستجداء والتسول او سمه ما تشاء لهذه الأشياء لابد ان نفكر جيداً في حالنا وان نتضافر في بناء حضارتنا وان نخلق من هذه الصحوة التي نعيشها أعمالا مسؤولة من أنفسنا لأنفسنا، فالبلاد وهي تبذل ما تستطيع وترصد المبالغ الهائلة وتستقدم الخبرات والاستشارات وتولي كل هذا الاعتماد الجبار الكثير الكثير من سياساتها التنموية.. لا يجب ان نترك ذلك العبء عليها ونقف كالمتفرجين.. اجل هي تبني من أجلنا وتحرس هذه المقدرات وتضحي من أجل ان نسعد ونعيش كما يعيش أمثالنا في هذا العصر وان كان النقص واضحا والبطالة الى اقصى معدلاتها الا انني ألاحظ جديا أن المواطن لم يعط مواطنته حقها.. لابد ان يبين ما يجب ان يبينه فمواطنة الشخص فيما يقدمه لوطنه وبقدر ما يبذل ويتعب يكبر او يتضاءل مع انكفائه واتكاليته.. انني أتحدى من يقول ان هناك شعبا افضل عيشة منا فيما لو تدبرنا امرنا خاصة وان تعدادنا قليل بالنسبة للثروات المعروفة وللتكافؤ المجزىء اذا صدقت النية وفعلت الآلية المنظمة والمتابعة.. ابدا لن تجد افضل منا حتى بني العم سام امريكا... نعم قد نكون في البداية ولكننا نحيا وسنحيا حياة مدروسة ومأمونة متكافلة.. ومن كانت خطواته ودليله المشاريع العملاقة والنهج السوي في سيره وبلوغه لن يخشى من أي مغبة تقلل من شأن ما حوله او تجبره على الالتفات الى شوائك الطرق.. ان البناء والتطور الذي نحيا طلعه ومذاقه الحلو لم يكن بالأمس طلعا ولا حلوا حتى مع القل والشح لم يكن سهلاً ولا مأموناً وانما تذللت عقباته واعطى غرسه بعد مكابدة وعذابات مريرة.. فرجال الوحدة والقائد ومن ساروا على النهج ولازالوا يقدمون ويبلون بأرواحهم في سبيل اسعاد هذا الوطن والحضور والواعد هو الشعلة الحية ولربما مقتدح الامل الذي يكبر ويتناسل.. انني اسوق هذا الحديث وقد ذكر لي احد الاصدقاء ان خارج البلاد صفوة من المثقفين في الطب تخرجوا من أكبر دور العلم وبقوا بعد تخرجهم هناك متعللين بالقرب من مراكز النشرات والبحوث وكل ما يستجد في عالم الطب وان بقاءهم مسألة وقت.. ولقد والله حز في نفسي كثيراً وقمت من ساعتي أحرر هذا الكلام المتفاوت في عباراته ونسقه، ألم يعلموا ان من ارسلهم لازال ينتظرهم بفارغ الصبر وان كل دقيقة يعطونها هنا لا تقاس بالشهور والأيام التي يقدمونها هناك!!. ان الاكتشاف الحقيقي هو ما يطبقونه ويستخرجونه ويستكشفونه في بيئة لم تستهلك تجاربها ولم تميع فها الآراء والافتراضات.. واذا كان ولابد من الاطلاع عن كثب على سير الاطروحات او السبق العلمي في المراكز الأخرى او المتقدمة كما هو متعارف عليه او ما يرشح من هنا وهنالك فليكن وفق ترتيب جدول زمني وتناوب يتيح ولا يخل.. بل من الافضل ان تكون هذه الدورات على شكل رحلات سنوية هذا اذا لم يكن هناك هيئة مكلفة بجمع كل ما يصدر من المستجدات والخلاصات المتخصصة حيث تبعث وتستقبل وتكون وسيطا سالكا سواء بالرسوم او بالشروح او بالانطباع والاشرطة المرئية وبهذا نسلم من كل هذه الأشياء المكلفة بدنيا ومادياً.. ويا حبذا لو عمم هذا الرأي الفطير أو درس من قبل الجهات المختصة فلعل فيه شيئاً من الاختصار وتوفير الوقت والتغرب غير المأمون حتى وان كان في الغربة كما يقول الشاعر والامام الأوسع مذهبا والأبعد احاطة بثقافة المعجز الشافعي رحمه الله تعالى: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرج همٍّ واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد.