مع التقدم العلمي والتكنولوجي يزداد وقت الفراغ ومع التقدم العلمي كذلك يزداد متوسط العمر وتزداد بالتالي أهمية شغله واستغلاله. ووقت الفراغ هو الوقت الحر لدى الفرد الذي لا يقضيه في أي نشاط لكسب عيشه كما في العمل أو المعيشة ، كما في الأكل والنوم وحظنا من متع الحياة (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده)، (ولا تنس نصيبيك من الدنيا) ، (روحوا القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت)..الخ. ومن هنا فإن مشكلة وقت الفراغ قد تصبح من أكبر المشكلات التي يجب على المجتمع إيجاد حل لها لأنها ستكون مشكلة الملايين من الشباب ..حيث يقول الشاعر: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة ومن المعروف أن عدم حل مشكلة وقت الفراغ قد تؤدي إلى زيادة الجريمة في أوساط الشباب، وقد ثبت أنه عندما تهتم الدول برعاية الشباب وتوفير الأنشطة المفيدة تقل نسبة الجريمة والمشاكل ، وعندما يشعر الإنسان بالضياع يتملكه الخوف والقلق والاكتئاب وهنا لابد أن يكون مؤمناً صادقاً ويتجه إلى ربه عز وجل لتحقيق ذاته وإما يحاول الانفصال عن واقعه بالمرض الفعلي أو بالمواد المخدرة حيث يسعى الإنسان للمخدر للحصول على متعة نفسية معينة أو للاسترخاء أو لإزاحة الاكتئاب ومن هنا نرى أن استغلال أوقات الفراغ فيما يفيد يريح الأعصاب ويذهب القلق والتوتر ويبعد صاحبه عن الادمان والشرود ويعتبر العلاج بالعمل من أهم العلاجات النفسية لعلاج حالات الفصام ولا ريب ان الشباب أولى الناس بالاهتمام بأوقاتهم واستغلالها فيما يعود عليهم بالنفع والفائدة وعلى أوطانهم في المقام الأول ، وعلى الشباب ألا يضيعوا أوقاتهم وان يستفيدوا من تلك الأوقات في أوجه النشاط المختلفة ومن تلك الأنشطة التي يجب على الشباب استغلالها في وقت فراغهم: ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة والترفيه بالهوايات المختلفة كجمع الطوابع والرحلات الترفيهية ، كما أن للآباء والأمهات والمدارس دوراً كبيراً في ذلك عن طريق تنمية المهارات الخاصة والندوات والمحاضرات لأننا نسمع بين الحين والآخر شكاوى عديدة من الفراغ لأنه وأقصد بالفراغ خطير على الشباب إذا لم يتسغل استغلالاً جيداً وخاصة المراهقين من الشباب حيث يكون عنده استعداد كبير للانحراف إذا لم يوجه التوجيه السليم. فها هي بلادنا حفظها الله حرصت كل الحرص بأمور الشباب حيث أقامت الأندية والمراكز الرياضية وأنشأت المراكز الصيفية وجهزت كافة الأنشطة المختلفة لاستغلال أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع ، اضافة إلى الاهتمام بالاصطياف في المناطق السياحية بمصائفنا في الطائف وأبها والباحة وغيرها من المناطق الأخرى وقد تم تزويدها بالحدائق والألعاب والمنتزهات المتعددة وكذلك الأنشطة الكشفية والدورات المتعددة والاستفادة منها كدورات تحفيظ القرآن الكريم والحديث الشريف وعلومه وأجهزة الكمبيوتر والحاسوب كما أن لرجال الأعمال دوراً كبيراً في توفير الوسائل المختلفة التي قد تشغل أوقات الفراغ ..فلو تم تطبيق ذلك وتكاتف الجميع لقضينا على الفراغ ومشاكله ، والله من وراء القصد. شكراً ..شكراً | يوم الجمعة ..يوم جعله المولى سبحانه وتعالى من أفضل أيام الأسبوع ، وهذا اليوم من الأسبوع الماضي لم يكن يوماً عادياً بالنسبة لي ولكافة أفراد الأسرة فعند مغرب هذا اليوم وصلتني رسالة عبر الجوال من ابني فواز الذي يدرس في بريطانيا مبتعثاً من جامعة أم القرى لنيل شهادة الدكتوراه في الكيمياء من جامعة كاردف تقول( السلام عليكم ..أبشركم تخرجت ولله الحمد وحصلت على الدكتوراه قبل قليل). وعندها سجدت لله شكراً وذرفت دموع الفرح حمداً لله على أن تحقق هذا النجاح لابني الحبيب الدكتور فواز ..نعم إنها فرحة لا تقاس بأي فرحة أخرى..ثم بعدها بدقائق تلقيت منه اتصالاً يقول فيه : الحمد لله على هذا النجاح والشكر له عز وجل ثم لك ولوالدتي واخوتي واخواتي وزوجتي وكافة من لهج لسانه بالدعاء لي ورفع أكف الضراعة إلى المولى عز وجل أن يوفقني في دراستي ..وسأعود بإذن الله لأرد بعضاً من الدين الذي عليَّ لبلادي الغالية ملكاً وحكومة وشعباً ومع علمي بأني لن استطيع أن أرد ولو بجزء بسيط تجاههم ، ولكن سأبذل قصارى جهدي والله ولي التوفيق. وإنني هنا ومع هذه الفرحة الغامرة أقول شكراً من الأعماق لكل من سأل وبارك وفرح بهذا الخبر السار وشكراً لمعالي الأستاذ الدكتور بكري بن معتوق عساس مدير جامعة أم القرى على تهنئته بحصول الابن د.فواز على درجة الدكتوراه وكانت كلماته معبرة وفرحته كبيرة وأردف قائلاً: (فواز بمثابة ابني فكم نحن منتظرون رجوعه ليكمل المسيرة في جامعته الأم التي هي في شوق لرجوع ابنائها وبناتها مسلحين بالعلم ليواصلوا المسيرة في صرحها الشامخ) وأكرر شكري للجميع متمنياً لهم الصحة والعافية والعقبى لدى أبنائكم وبناتكم بإذن الله وبالله التوفيق وعليه الاعتماد . همسة: من طلب العلا سهر الليالي