تحولت منافسات فئة السيدات في بطولة ويمبلدون الانكليزية للتنس، ثالث بطولات الغراند سلام، في الاعوام الماضية إلى إرث عائلي لآل وليامس يتمثل حصرا بالشقيقتين فينوس وسيرينا. غابت سيرينا عاما كاملا وفينوس نحو خمسة أشهر، بسبب الإصابات والمرض، وقررتا العودة الأسبوع الماضي للمشاركة في دورة إيستبورن الإنكليزية الدولية، قبل خوض غمار بطولتهما المفضلة في ويمبلدون. فمنذ عام 2000، تحتكر الشقيقتان وليامس اللقب في ويمبلدون، باستثناء لقبين ذهبا إلى الروسية ماريا شارابوفا عام 2004 حين تغلبت على سيرينا، والفرنسية اميلي موريسمو في 2006 بفوزها على البلجيكية جوستين هينان، وكانت المباراة النهائية الوحيدة التي لا تكون إحدى الامريكيتين طرفا فيها. توجت فينوس باللقب في انكلترا خمس مرات؛ أعوام 2000 و2001 و2005 و2007 و2008، وتملك لقبين آخرين في الغراند سلام في فلاشينغ ميدوز الامريكية عامي 2000 و2001. اما سيرينا فأحرزت أربعة ألقاب في ويمبلدون أعوام 2002 و2003 و2009 و2010، وتملك 13 لقبا في الغراند سلام (3 في فلاشينغ ميدوز، 5 في ملبورن، 1 في رولان غاروس). شهدت مسيرة الشقيقتين وليامس صعودا وهبوطا وغيابات كثيرة عن الملاعب، لكنهما كانتا تعودان دائما بقوة، وخصوصا سيرينا في الاعوام الماضية، حيث تصدرت التصنيف العالمي للاعبات المحترفات فترة طويلة. وكانت سيرينا في قمة عطائها العام الماضي حين توجت بطلة في ويمبلدون بفوزها السهل على الروسية فيرا زفوناريفا 6-3 و6-2 في المباراة النهائية، ولكنها غابت من حينها بسبب اصابة تعرضت لها حين دهست على قطعة من الزجاج مزقت على اثرها قدمها واضطرتها لاجراء عمليتين جراحيتين. فازت سيرينا في مباراتها الاولى في ايستبورن بصعوبة على البلغارية تسفيتانا بيرونكوفا 1-6 و6-3 و6-4، قبل ان تخسر امام زفوناريفا بالذات في مباراة ثأرية في الدور الثاني 6-3 و6-7 (5-7) و5-7. وذلك وفقاً لتقرير نشرته “فرانس برس”. اعتبرت سيرينا (29 عاما و37 لقبا) التي تراجعت من المركز الاول الى السابع والعشرين عالميا بسبب هذه الاصابة ان “الهدف من المشاركة ليس احراز اللقب وانما معاودة اللعب بعد غياب طويل واصابة شديدة كانت على وشك ان تنهي مسيرتها في اللعبة”. اما فينوس (31 عاما و43 لقبا)، فشاركت للمرة الاولى منذ نحو 5 اشهر وتحديدا منذ هزيمتها امام الالمانية اندريا بتكوفيتش في الدور الثالث من بطولة ملبورن. التقت الامريكية مع بتكوفيتش في الدور الاول لدورة ايستبورن وثأرت منها، لكن في ساعتين و35 دقيقة، ثم تخطت الصربية انا ايفانوفيتش 6-3 و6-2 قبل ان تسقط في ربع النهائي امام السلوفاكية دانييلا هانتوتشوفا 2-6 و7-5 و2-6. تحتاج الشقيقتان وليامس الى خوض عدد من المباريات للعودة الى مستواهما المطلوب، لكن اداءهما يكون في القمة دائما في بطولة ويمبلدون، ما دفع بالدنماركية كارولين فيوزنياكي المصنفة اولى في العالم حاليا والباحثة عن لقبها الاول في الغراند سلام الى اعلان عدم رغبتها في مواجهة اي منهما. وقالت فوزنياكي “لا اعتقد بأن هناك لاعبة تفضل مواجهتهما لانهما تملكان خبرة كبيرة وتلعبان جيدا وخصوصا على الملاعب العشبية”، مضيفة في الوقت ذاته “من الجيد انهما حصلتا على تصنيف مرتفع لانه لا احد يفضل مواجهتهما في الادوار الاولى”. صنفت سيرينا سابعة وفينوس في المركز الثالث والعشرين في البطولة. تبحث فوزنياكي (21 عاما و15 لقبا) عن لقبها الاول في البطولات الكبرى، وكانت خرجت مبكرا من رولان غاروس بسقوطها في الدور الثالث امام السلوفاكية دانييلا هانتوتشوفا بسهولة تامة 1-6 و3-6. لكنها استعدت جيدا لويمبلدون بفوزها بدورة كوبنهاغن على ارضها وامام جمهورها اثر تغلبها السهل على التشيكية لوسي سافاروفا الرابعة 6-1 و6-4 في النهائي. وستكون شارابوفا من ابرز المنافسات على اللقب ايضا خصوصا انها حققت بدورها عودة قوية بعد غياب فترة بسبب الاصابة، وقد وصلت الى نصف نهائي رولان غاروس قبل ان تخسر امام الصينية لي نا التي توجت باللقب بتغلبها في مباراة القمة على بطلة الموسم الماضي الايطالية فرانشيسكا سكيافوني. صنفت الصينية ثالثة، لكنها كانت صريحة بقولها انها “لا تلعب جيدا في البطولة الانكليزية”. ومن ابرز اللاعبات ايضا الروسية فيرا زفوناريفا الثانية والبيلاروسية فيكتوريا ازارنكا الرابعة والتشيكية بترا كفيتوفا الثامنة وسكيافوني السادسة والفرنسية ماريون بارتولي التاسعة. تشهد البطولة غياب البلجيكية كيم كلايسترز المصنفة ثانية عالميا بسبب الاصابة. واعلنت كلايسترز، الفائزة باربع بطولات كبرى (فلاشينغ ميدوز 2005 و2009 و2010 واستراليا 2010) اضافة الى خسارتها اربع مباريات نهائية (استراليا 2004 ورولان غاروس الفرنسية 2001 و2003 وفلاشينغ ميدوز 2003)، الثلاثاء الماضي عن تجدد الاصابة في كاحلها الايمن، وذلك خلال المباراة التي خسرتها امام الايطالية المغمورة رومينا اوبراندي 6-7 (5-7) و3-6 في الدور الثاني من دورة زهرتوغنبوش الهولندية.