في عصر التطور العلمي في شتى جوانب الحياة نجد ذلك التطور من صنع الانسان الذي يفكر ويقدم عصارة أفكاره لخدمة البشرية في الطب والعلوم والتقنية فهل بين هؤلاء العلماء عرب بنسبة ولو قليلة واقول من الواضح والمؤكد من خلال الملموس ان الساحة العلمية التي تندرج تحت مسمى مخترعين لا تضم اسماء عربية رغم أن أجداد العرب الاوائل هم من وفر ارضية الحضارة الانسانية للغرب وهنا يحق لنا طرح سؤال مباشر لماذا هذا القصور من عرب اليوم عكس عرب الأمس من الذين قالوا السؤال مدخل الى المعرفة وشرف الله الانسان بالاصغرين القلب واللسان وفضله على الحيوان بنعمتي العقل والبيان ورجحه بالعقل فكيف لا يستفيد عرب اليوم من طرح الاسئلة الجادة التي تفضي الى أجوبة مفيدة تهم في بناء العقل وتزيل غشاوة ركام التخلف والانطلاق بالمؤسسات العلمية لدينا الى البحث العلمي الذي يفتح امام العرب افاق التقدم والمشاركة في بناء الحضارة الانسانية ولا نقول ذلك كما هو المعروف الآن التغني بالماضي على حساب الحاضر ونبقى دائماً اسرى للماضي ولا ندعم الحاضر بأعمال تؤدي بنا الى التقدم والسير مع قافلة الامم السائرة في ركب الحضارة والمهم هو العمل وفق خطط تنمي عقل الانسان العربي كما كان الماضي العربي السابق كان مصدر قوة لذلك نقول اين ماضينا مع حاضرنا ونحن نردد التاريخ الوصفي فقط دون الدخول في جوهر الحل ولا نصنع تاريخ الحاضر والمستقبل خاصة أننا الآن نعيش عصر العولمة التي صنعها غيرنا واصبحنا ضمنها مقلدين ولسنا مشاركين واخذنا اسوأ ما في العولمة فقط وهو الاحتكار والاستهلاك والتأثر بالاعلانات التجارية وضياع الاصالة وتراث الأمة من مأثورات وتعويد شبابنا على الوجبات السريعة وضياع الوجبات المحلية وعدم الاهتمام بها اي استعمال كل مستورد في كل شيء وترك المنتج المحلي فهل اخذ عرب اليوم الحيطة والحذر في عصر العولمة من اجل الحفاظ على كيانهم ومصادر قوتهم وهذا في حقيقة الامر ينفيه الواقع لقد ذاب العرب في بحر العولمة لأنهم لم يضعوا لهم وسائل تنقذهم من الغرق في بحر العولمة والمطلوب من حكماء وعقلاء العرب التحرك على مستوى الدول لوضع استراتيجيات بحثية ترسم خطاً للمستقبل قبل الضياع وفقد الهوية لاننا امة ذات حضارة ومكانة لدينا مكونات النجاح والنهوض عندما نريد القوة امام الآخرين مع ضرورة توفير الرغبة في العمل الجاد والمفيد ولذلك كل انسان في هذا العصر مطلوب منه ان يعطي كل ما لديه من قدرة يمكلها في مجال قدرته ليسجل له التاريخ انه فعل وانتج خلال مسيرة حياته وفق الله الجميع الى حسن البصر والبصيرة.