التقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة أمس طلاب وطالبات التعليم بمحافظة تربة وذلك بقصر الوطن بمركز العلاوة. وفي بداية اللقاء ألقى نائب رئيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور راشد الراجح كلمة رحب فيها نيابة عن نفسه وعن أهالي تربة بسمو أمير منطقة مكةالمكرمة وبالحضور وقال : “ إن التلاحم والمحبة والحوار وجه لهدف سامي نبيل وهو البحث عن الحقيقة وعن الأصلح للمجتمع ، مقدما شكره لله ثم للقيادة الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهد الأمين وسمو النائب الثاني وسمو أمير منطقة مكةالمكرمة على ما قدموه ويقدمونه لخدمة هذه البلاد. بعد ذلك ألقى الطالب سلطان عبدالله البقمي كلمة نيابة عن طلاب وطالبات التعليم العام والجامعي بتربة شكر فيها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على تشرفيه الحفل ولقائه بهم واستماعه إلى طلباتهم واحتياجاتهم ، مشيرا إلى أن الاهتمام بشباب وشابات المستقبل ليس مستغرب على سموه. بعدها قدم مجموع من طلاب متوسطة انس بن مالك نشيدا ترحيبا بسمو أمير منطقة مكةالمكرمة نال استحسان الجميع. عقب ذلك ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل كلمة شكر فيها الله سبحانه وتعالى على نعمة التلاحم بين القيادة والشعب في هذا البلاد ، وقال سموه : “ كيف لا يكون التلاحم والملك يعتبر نفسه واحداً من هذه الأمة ومواطنا من المواطنين والمواطن يعتبر نفسه مسئولا عن مساعدة الملك في كل ما يحتاجه المواطن والوطن “. وأضاف سموه “ الحمد لله على هذه النعمة الكبيرة التي يرفل بها المواطن السعودي في الوقت الذي تتأزم فيه الأمور على كثير من المجتمعات والشعوب وخصوصا في هذه المنطقة من العالم ، ونرى الفتن وقد تفشت في مجتمعات كانت بالأمس آمنه واليوم وللأسف تكثر فيه الضحايا بسبب الفتن والحروب في حين أن هذه البلاد منشغلة في كيفية ما يصرف على هذه المشروعات الكبيرة في كل منطقة وفي كل محافظة وفي كل مركز وفي كل قرية “. وأفاد سموه أن الانشغال بالتنمية دلالة كبيرة على نجاح الخطة الأمنية والخطة الاقتصادية والخطة الاجتماعية والثقافية في هذه البلاد ، لافتا الانتباه إلى أن نجاح هذه الخطط مصدرها توفيق الله سبحانه وتعالى أولا ثم حكمة القيادة التي شغلت بما يخدم المواطن ويسرت كل السبل للقيام بجميع المشاريع التي يحتاجها الوطن والمواطن. وأكد سموه أن المملكة في هذه الأيام تمر بعصر ذهبي غير مسبوق وعلى الجميع أن يقف صفا واحد لمساعدة القيادة على نجاح هذه الخطط وهذه الاستراتيجيات التي تنفذ في كل مكان ، مشيرا سموه إلى كثرة المشروعات وكبر المبالغ التي تصرف عليها. وقال سموه : “ لم تعد الأمور تناقش بملايين الريالات وإنما بمليارات الريالات إنها لنعمة يجب أن تشكر والشكر لا يكتفي بالقول ولابد أن يصاحب القول العمل ولا بد أن نعمل سويا ولا بد أن يسال كل إنسان وكل فرد في هذا المجتمع نفسه ماذا أستطيع أن أضيف إلى مشروع التنمية العظيم في المملكة “. وأضاف سموه : “ ولو أحسنا العمل وأتقناه لأضفنا الكثير ولو اهتممنا جميعا بأسرنا وحاولنا أنصلح أنفسنا ونصلح أسرنا قبل أن نفكر في إصلاح الآخرين لكونا مجتمعا مثاليا في هذه البلاد “. وتابع سموه يقول : “ لو تمسكنا بتعاليم الدين الحنيف والتزمنا بالمبادئ الإسلامية والأخلاق الإسلامية لفزنا على جميع مجتمعات العالم اجمع. وأشار سموه إلى أن هناك محاولات مستديمة منذ بزوغ فجر الإسلام وحتى هذا اليوم لإغراء المسلمين بالابتعاد عن دينهم بدعوى فاشلة وباطلة ولكن زعماء هذه البلاد قالوا منذ نشأتها على يد الملك عبدالعزيز وحتى هذا اليوم بأنه لو تخلى العالم أجمع عن المبادئ الإسلامية فلن يتخلى هذا الوطن والمواطن عن هذه المبادئ. وأفاد سموه أن المبادئ الإسلامية هي أساس الحياة وهي منهج الإنسان على هذه الأرض المباركة ولقد شرفنا الله تعالى بأن جعلنا نسكن بجوار بيته الحرام وأمرنا بخدمة ضيوف الرحمن وهذا شرف عظيم وكبير يجب أن نكون أهلا لهذا الشرف وان نقدم الغالي والنفيس في سبيل ديننا وفي سبيل خدمة الإسلام والمسلمين داخل هذا الوطن وخارج هذا الوطن. وخاطب سمو الشباب قائلا : “ أنتم مستقبل هذه البلاد وانتم أمل هذه الأمة ولقد يسرت لكم الدولة جميع السبل وأيسرها في تحصيل العلم وفي مقدركم التزود بالعلم في ساعات بقدر ما كان يحتاجه أباكم في سنين وهناك من الوسائل والإمكانات التي يتزود بها الشباب لا أقول بالتعليم والتوجيه والتلقين وإنما بالتعلم والبحث وبالإطلاع وبالمثابرة “. وأضاف سموه : “ إن هناك فرصاً مهيأة لكم في المدارس والجامعات فتزودوا بالعلم ما أمكنكم ذلك والصراعات القادمة في مستقبل البشرية لن تكون بالأسلحة فقط وإنما سوف ترتكز على العلم والثقافة والاقتصاد وحتى الاقتصاد لم يتمكن من الهيمنة الاقتصادية إلا من تمكنه بالهيمنة العلمية فالله لطلب العلم وبالبحث وبالتزود فبلادكم سوف تحتاج عقولكم قبل سواعدكم في الأيام والسنين القادمة “. وقال سمو أمير منطقة مكةالمكرمة : “ لقد اجتمعت اليوم بمجلسكم المحلي وقد أسعدني العرض المقدم من المجلس وبعدد المشروعات التي أنجزت والتي تحت التنفيذ وناقشنا الكثير من الأمور المتعلقة بالتنمية في هذه المحافظة ومنها موضوع الجامعة والتعليم الجامعي وموضوع الطرق والمستشفى والحاسب الآلي وشبكة المياه وأنابيب المياه “. وأشار سموه إلى أنه اتخذت عدد من القرارات التي من شأنها أن تكون في صالح تسريع هذه المشروعات وان ترى في العام القادم المشروعات التي طالب بها هذا العام لافتا الانتباه سموه إلى أنه تم اليوم عرض عدد كبير من المشروعات وأن هناك مشروعات أنجزت هذا العام وكانت في العام الماضي بمبالغ تفوق 3 مليارات ريال وهو ما تم انجازه وليس تحت التنفيذ الآن. بعد ذلك أجاب سموه على أسئلة واستفسارات الطلاب والطالبات حيث أكد سموه أن الوصول إلى العالم الأول ليس بالمستحيل ولابد أن يستغرق الوقت الكافي لذلك ولكن هذا الوقت يتوقف مدى الإرادة في هذا المجتمع إن توفرت الإرادة والإدارة. وقال سموه : “ لا بد أن نصل في أسرع وقت ممكن والذين وصلوا إلى العالم الأول هم بشر لأنهم أصروا على الوصول إلى المقدمة فوصلوا وأنتم لا تنقصكم المواهب ولا ينقصكم الذكاء ولا ينقصكم العزيمة ولا تنقصكم الشجاعة وأنتم تنعمون بشيء لا ينعمون بهي وهو الدين الإسلامي وهذه الفضيلة التي لا تتوفر في كثير من المجتمعات الذين وصلوا للعالم الأول “. وأضاف سموه : “ إنني في حقيقة الأمر أعجب كيف يكون هناك مسلم مؤمن بالله يدرك كل كلمة في القران الكريم ولا يكون في العالم الأول أعتقد أن هذا نقص تام في الإنسان وليس نقص في الدين الإسلامي ويجب علينا أن نكون في المستوى الذي أراده الله لهذه الأمة أن تكون في المقدمة وليس في المؤخرة “. حضر اللقاء محافظ تربة مهدي العيافي وأمين محافظة الطائف المهندس محمد المخرج ومدير جامعة محافظة الطائف الدكتور عبدالاله باناجه ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء جزاء العمري وعدد من المسؤولين. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة قد وصل امس إلى محافظة تربة وذلك خلال زيارة التفقدية لمحافظات منطقة مكةالمكرمة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر المحافظة محافظ تربة مهدي العيافي وأمين أمانة محافظة الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج ومعالي مدير جامعة الطائف الدكتور عبدالاله بن عبدالعزيز باناجه ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء جزاء العمري ورؤساء المراكز والدوائر الحكومية. بعد ذلك تشرف مشائخ وأعيان المحافظة بالسلام على سموه ، ثم رأس أمير منطقة المكرمة اجتماع المجلس المحلي بحضور أعضاء المجلس، حيث دشن سموه عددا من المشروعات التنموية التي تم إنجازها وهي مركز تربة الصحي ، ومركز صحي العلاوه ، ومركز صحي شعر ، ووحدة الغسيل الكلوي. كما استمع سموه إلى شرح مفصل عن المشروعات التي تم إنجازها والمشروعات تحت التنفيذ إلى جانب عدد من احتياجات المحافظة. وأوضح الأمير خالد الفيصل أن محافظة تربة تحضى باهتمام كبير من قبل القيادة الرشيدة في هذه البلاد المباركة وتسعى لتوفير احتياجات ومتطلبات المواطنين كافة.