داعب هتان المطر الذي هطل عصر أمس الأطفال والأسر من زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 26) ، مضفيا متعة للتنزه مع العائلة وسط الفعاليات والأنشطة المتعددة وتكامل الخدمات التي تقدم داخل القرية التراثية. وحقق المهرجان الوطني بنهاية اليوم الثاني عشر أمس الأول الأحد معدل زيارات بلغ أكثر من أربعة ملايين ونصف زائر ، وثمة توقعات بزيارة العدد جراء اعتدال الأجواء ، وقرب نهاية المهرجان الذي سيختتم فعالياته نهاية هذا الأسبوع. وعلى السياق ذاته ما زالت وفود الزوار تتقاطر إلى الجنادرية سواء من داخل المملكة أو من خارجها ، وتتواصل الوفود الأجنبية زيارتها إلى الأجنحة المشاركة. ويتركز الزوار غالبا في الدكاكين الشعبية التي ملئت تحفا وحرفا يدوية يقوم بصناعتها الحرفي بنفسه أمام الزوار. ويثق الزوار غالبا بهذه المنتجات لأنها مصنوعة محليا ويدويا بعيدا عن التقليد أو رداءة السلعة ، وفي هذا الإطار يقول الحرفي محمد بن سليمان وهو (محنط) حيوانات وطيور : أحنط الطيور البرية والحيوانات المستأنسة وغيرها ، وأعمل في هذا المجال منذ 6 سنوات وهذه المرة الثانية التي أشارك فيها في المهرجان. وأكد أن الطلب على هذه المواد يتزايد كل يوم ، حيث يقف الزوار أمامي وأنا أقوم بعملية التحنيط وخصوصا في مراحلها الأخيرة ، ولفت إلى أن المبيعات ممتازة خصوصا الثعالب والصقور. وعند مدخل السوق الشعبي يتوقف الزوار أمام محل الأحذية الجلدية القديمة ، ووسط الدكان الصغير ينهمك صاحبه في صنع حذاء لزائر أخذ مقاساته سلفا. وعند سؤال الحذّاء محمد بن صالح عن الأدوات التي يصنعها غير الأحذية قال : أصنع الدلو الخاص باستخراج المياه من الآبار ، منذ ثلاثين عاما وهي حرفة تقارب صناعة الأحذية من حيث المواد. كما أن هناك دكاكين على ألعاب شعبية بعضها اندثر ، والبعض الآخر لاتراه إلا بالجنادرية مثل النباطة والوشاشة والسيارات المصنوعة من الخشب والخيوط ونماذج من الأشياء القديمة بالطين والنشارة الخشبية. يقول صانع ألعاب الأطفال علي بن محمد : أنا منذ اثنين وعشرين سنة وأنا أعمل متخصص بهذه الحرفة ، ملفتا إلى مشاركاته المتعددة في العديد من المهرجانات التراثية ، مركزا على الجنادرية الذي يشهد إقبالا مكثفا من الزوار ومن الأطفال الذين يحبون هذه الألعاب القديمة ويودون معرفة طريقة اللعب بها.