افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة أمس ندوة المملكة والعالم رؤية استراتيجية للمستقبل (التحدياث الثقافية) ضمن الفعاليات الثقافية لمهرجان الجنادرية السادس والعشرين وذلك بفندق ماريوت الرياض . وفي بداية الندوة ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام كلمة جاء فيها .. في البدء أحب أن أتوجه بالشكر الجزيل لراعي هذا الاحتفال الكبير السنوي الذي الحمد الله يمشي حثيثا بالجيل الذهبي بعدما احتفلنا العام الماضي باليوبيل الفضي والحمد لله شهدنا الكثير من النشاطات والندوات وفي هذا العام بالذات شهدنا الكثير من الندوات والأمسيات الثقافية العزيزة.واليوم سنستمع إلى نخبة من المثقفين والمثقفات في موضوع حيوي جداً يمس فعلا كيان المجتمع السعودي هو التحديات الثقافية التي نواجهها الآن في هذا الزخم العالمي الكبير وفي هذا الجو الذي نعيشه بعدما أصبح العالم أصغر من قرية كونية واحدة وأقل من غرفة أصبحنا نحمل العالم بيدنا بالآي فون والآي باد. فالتلاحم الثقافي العالمي أصبح شيئاً واقعياً نعيشه يومياً ، لم نصبح جزراً معزولة ، الآن الحدث الثقافي أو الكتاب الثقافي أو الشعري أو الفكري أو أي شئ في أي مكان بالعالم يطبع أو يوزع من الممكن أن نطلع عليه في اللحظة نفسها. كنا في الماضي ننتظر حين يأتينا الكتاب من مصر أو بيروت أو أي مكان آخر ننتظر أحيانا شهوراً وأحيانا ندور على الأصدقاء نبحث عن كتاب يأتيهم , الآن العالم كله أصبح بين أيدينا والثقافة صارت فعلا متداخلة مع بعضها البعض. كيف نوازي هذه التحديات الثقافية بما لنا من إرث وما لنا من قيم وما لنا من رؤيا معينة نحملها في ضمائرنا وفي حياتنا اليومية وفي قيمنا وفي تاريخنا وفي كتابنا .. حقيقة نحن نعيش الآن في عالم قريب جدا وصغير جدا ، لكنه أصبح فعلا متعدد الثقافات ونحن أيضا في بلادنا يجب أن نكون واقعيين لأن عندنا تعددية ثقافية يجب أن نحترمها ويجب أن نضعها في الحسبان. على كل حال أنا لا أريد أن أدخل في هذا النقاش وإنما أترك ذلك لهؤلاء المفكرين والأدباء المشاركين لكي نستمع منهم في أوراقهم التي يقدمونها وأنا على ثقة كبيرة جداً بأننا سنستمتع وسنضيف إلى معلوماتنا الشيء الكثير. ثم بدأت الندوة التي أدارها محمد رضا نصر الله بورقة للدكتور عبدالله مناع استعرض فيها , التاريخ الذي حملته الدولة السعودية وما قدره الله تعالى من أن لم شتات هذا الوطن على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- وتتابع المسيرة من بعده لأبنائه , حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي حمل العديد من الحراك على مختلف المستويات ودعوته - حفظه الله - إلى الحوار بين أتباع الأديان والإصلاحات التي عملها في جميع المجالات وفتح باب الابتعاث في العديد من دول العالم وإصلاح النظام القضائي ووعيه - أيده الله - أن الشباب يمثل أكثر من نصف المجتمع واهتمامه بهذه الفئة. ثم تحدث معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة في نهاية الندوة عما طرح فيها من موضوعات وقال: (يجب أن يكون هناك تعريف للثقافة .. دور المثقف مهم في تشكيل ثقافة المجتمع سواء كان رجلاً أو امرأة). وأضاف يقول: ( إن خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- أتاح الفرصة للجميع للمشاركة في ثقافة المجتمع .. نحن ليسنا في زمن الغزو الثقافي وصراع الحضارات بل تعديناها مع وسائل التقنية الحديثة وأصبحنا جزاء من هذا الكون وأصبحنا نتحدث مع أصدقائنا في أنحاء العالم وأصبح هناك واقع ثقافي عربي جديد يجب أن يكون له مشروع يطرح من خلاله ،والمثقف له دور كبير في هذا المشروع الجديد الذي يحدث من خلال التواصل مع مختلف ثقافات العالم). وأثنى معاليه على ما دار في الندوة من قضايا ، معربا عن بالغ شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- على هذه المسيرة الثقافية الطيبة المتمثلة في المهرجان الوطني للتراث والثقافة. كما أعرب عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة على حسن التنظيم للمهرجان وما صاحبه من فعاليات ثقافية متميزة. كما عقدت ورشة عمل عن (المواطنة والانتماء في الدولة الحديثة) ضمن محور ( المملكة والعالم رؤية استراتيجية مستقبلية) أدارت الندوة الدكتورة ميساء الخواجة وشارك فيها عبدالله فدعق وحسين علي البيات والدكتورة فوزية البكر والدكتورة حسناء القنيعير.