الوساطة الخليجية لانهاء الأزمة في اليمن تقترب من تحقيق النجاح النهائي بعد أن قبل الطرفان الحكومة اليمنية والمعارضة الاحتكام اليها. بل وارسلا وفديهما لمناقشة ما يمكن أن تفضي إليه هذه المبادرة وترتيب ذلك في اطار سلمي يحفظ لليمن وحدته ويضمن في الوقت نفسه مخرجاً سلمياً من الأزمة الراهنة بما يبعد أي شبح للفوضى يمكن أن تستفيد منه العناصر الراغبة في أن يكون اليمن في عدم استقرار دائم. وفي الحقيقة لقد طالت الأزمة وساد الانقسام الساحة اليمنية وفي كل مرة تقترب البلاد من الحرب الأهلية .. وما تعنيه الحرب الأهلية وسط شعب كله مسلح .. إذ يعني ذلك دماراً كاملاً. امام هذه السيناريوهات المؤلمة المرتقبة جاء تحرك مجلس التعاون لدول الخليج العربية باعتباره الأقرب لليمن والأكثر تأهيلاً لمعالجة أزمته الراهنة ، حيث اجتمع المجلس الوزاري لمجلس التعاون بمشاركة كافة وزراء الخارجية ووضع خطته الرامية إلى انهاء الأزمة وابرز بنودها استقالة الرئيس اليمني وتسليم صلاحياته لنائبه وتشكيل حكومة برئاسة المعارضة .. والآن تجري خطوات حاسمة في هذا الاتجاه ويدعمها توجه دولي من خلال خطة طريق تضمن في النهاية الاستجابة لطلبات الشارع اليمني وفق مقتضيات الدستور ، كما تضمن الخطة خروجاً آمناً للرئيس وحصانة في وجه أي مسألة. نكاد نقترب من حل جذري في اليمن وانهاء لتلك الأزمة التي طال أمدها ونأمل أن يتحقق كل ما يعين اليمنيين على الحفاظ على استقرار بلادهم.