برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا أعمال الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج كما يفتتح سموه الكريم معرض الحج والعمرة المصاحب الذي ينظمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة خلال الفترة من 19-24 جمادى الأولى المقبل الموافق 23-28 ابريل 2011م. وأكد عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج في جامعة أم القرى بمكةالمكرمة الدكتور عبدالعزيز سروجي على أهمية “الملتقى العلمي الحادي عشر لأبحاث الحج” الذي سيعقد في رحاب بلد الله الحرام، كمناسبة علمية سنوية يلتقي فيها المختصون والمسئولون والعاملون في مجال الحج والعمرة، لعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات، وتبادل وجهات النظر، والإفادة من أحدث التقنيات العالمية والمستجدات العلمية نحو التطوير المستمر للرقي بخدمة وفد الله من الحجاج والمعتمرين مستشعرين بأنهم على عمل صالح، وأنهم يسهمون بعلم ينتفع به. ونوه عميد المعهد بالدعم الكبير الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين للمعهد واهتمامه يحفظه الله بالبحث العلمي كأداة مهمة من أجل إقامة مشروعات تطويرية من خلال إجراء البحوث العلمية التي تسهم في الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن من اجل أن يؤدوا مناسكهم في أقصى درجات الراحة والأمن والاطمئنان. وعبر الدكتور سروجي عن سعادته ومنسوبي الجامعة والمعهد خاصة بتشريف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز لافتتاح فعاليات هذا الملتقى حيث كان سموه ولا يزال من أكبر الداعمين والمهتمين بأعمال المعهد وبحوثه العلمية التي ساهمت إلى حد كبير في القضاء على الكثير من المعوقات والتحديات التي كانت تواجه القطاعات المختلفة في الحج ومواسم العمرة. وقال إن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج بجامعة أم القرى ينفرد بكونه المعهد الوحيد المتخصص في إجراء الأبحاث والدراسات والبرامج الخاصة بشؤون الحج والعمرة، بعمر تجاوز ال30 عاما منذ تأسيسه. ويتولى المعهد، الذي يضم هيكله الإداري 5 أقسام رئيسة، خطط ومهام تطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، بما في ذلك معالجة الملاحظات الواردة عن الخدمات المقدمة لهم وإيجاد الحلول المناسبة لها وفق خطط مدروسة ومبنية على أسس علمية. وأضاف عميد المعهد أنه في هذا الاتجاه يحسب للمعهد كفاءته في تخليص منطقة المشاعر المقدسة من كثير من الأزمات التنظيمية التي كانت تعوق نجاح مواسم الحج، وأصدر المعهد منذ إنشائه في العام الهجري 1395ه، كثيرا من الدراسات والأبحاث والتقارير والخرائط والأدلة الإرشادية، كما شارك في العديد من الأبحاث مع بقية الأجهزة الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج. ولفت إلى إن المعهد يضم عددا من الأقسام منها قسم البحوث العمرانية والهندسية والذي يهتم طاقمه بمجالات التخطيط والعمران المختلفة في مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، والمشاعر المقدسة، حيث ينجز هذا القسم دراسات وبحوثاً في إدارة الحشود وفك الزحام في المنطقة المركزية والمشاعر المقدسة وذلك بهدف تحسين كفاءة الأداء. كما يجري القسم دراساته وفق عدة محاور منها محور التخطيط الذي يقوم بدراسة استعمالات الأراضي في مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والمشاركة في تخطيط المرافق والخدمات التي تقدم للحجاج والمعتمرين كالنقل والمياه وغيرها ودراسة البدائل التخطيطية وتطوير وسائل النقل والإسكان في إطار منظومة متكاملة. وبين إن المعهد يدرس واقع الإسكان في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة بهدف تحسين الخدمة ودراسة بدائل لزيادة الطاقة الاستيعابية للإسكان في المشاعر المقدسة فيما يقوم القسم في مجال الحركة بدراسة حركة المركبات والمشاة داخل مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وفيما بينهما. وقد طور هذا القسم استخدام الحافلات الترددية كنظام نقل بين المشاعر المقدسة الذي نفذ موسم حج العام الهجري 1416ه، وكذلك دراسة الحركة من المسجد الحرام وإليه وفي داخله ودراسة بدائل التطوير والمناطق ذات الطبيعة الخاصة كالجمرات والمطاف والسعي. وأكد الدكتور عبدالعزيز سروجي على إن المعهد يقوم بعمل برنامج عن إرشاد الحجاج والمعتمرين ويقدم المساعدة للجهات العاملة في خدماتهم من خلال الأدلة والخرائط الإرشادية، إضافة إلى التعاون مع الجهات المختلفة بالبحوث والدراسات التي تتطلبها هذه الجهات، بينما يقوم المعهد بأعمال التوثيق والرفع للمباني التراثية والمعالم العمرانية بمكةالمكرمة والمدينة. ويضم قسم البحوث العمرانية والهندسية وحدة للبحوث والتخطيط ووحدة لبحوث الإسكان والمرافق ووحدة للحركة والنقل ووحدة لبحوث العمارة ووحدة لبحوث التطوير الهندسي إضافة إلى وحدة بحوث السلامة وتحليل المخاطر وبلغ عدد البحوث والدراسات التي قام بها هذا القسم أكثر من 111 بحثا ودراسة. وأشار إلى إن قسم البحوث البيئية والصحية يركز على دراسة ظروف البيئة، وعوامل المناخ، ومياه الشرب، والصرف الصحي، والمخلفات، ونوعية الهواء، ومستوى الضجيج، وغيرها من العوامل البيئية المؤثرة على ضيوف الرحمن. كما يهتم القسم بدراسات تطوير الخيام التقليدية وتحسين مواصفاتها من حيث مقاومة الحريق وتلطيف درجة الحرارة داخلها وتطوير وسائل الإيواء إضافة إلى القيام بتحليل العينات من الماء والهواء والمناخ. ويعتمد القسم بإجراء أبحاثه ودراساته على عدة محاور منها نوعية الهواء في أماكن الإيواء، والإعاشة وعلاقتها بالحالة الصحية للحجاج، حيث يهتم هذا المحور بقياس مستويات المجموعات الميكروبية في الهواء في مناطق الإيواء والإعاشة للحجيج في وادي «منى»، وكذلك التغيرات التي تحدث في أعدادها وأنواعها خلال مواسم الحج. كما يعنى بقياس مستويات التلوث الميكروبي وبعض جوانب التلوث الكيميائي في الأنفاق. وأوضح أن المعهد يهتم بالمناخ من أجل تكوين قاعدة معلومات عن خصائص المناخ النوعية لوادي «منى» ومنطقة الحرم بغرض الرجوع إليها في عمليات التخطيط المستقبلي لمشاريع الحج، والاستفادة من لحوم الذبائح من الهدي والأضاحي في الحج وذلك للاستفادة المثلى منها، وإتمام العمليات المرتبطة بالذبح حسب المظهر الإسلامي، والحفاظ على سلامة البيئة، والوقاية من الأمراض الوبائية الضارة بالإنسان والحيوان. وفي مجال دراسة الأحوال البيئية والصحية للحجيج، أكد الدكتور سروجي على أن المعهد يدرس الحالة الصحية للحجاج إثناء وصولهم وخلال إقامتهم وأداء نسكهم حتى سفرهم إلى بلادهم وقد بلغ عدد الدراسات والأبحاث التي أجراها هذا القسم أكثر من 170 بحثا ودراسة. فيما يقوم «قسم البحوث الإدارية والإنسانية» بإنشاء سجل تاريخي عن الحج ومكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة من خلال إجراء البحوث التاريخية والحضارية والاجتماعية والاقتصادية والإدارية والشرعية المتعلقة بها وقد بلغ عدد البحوث والدراسات التي أجراها أكثر من 144 بحثا ودراسة. إلى جانب أن قسم «المعلومات والخدمات العملية» يعد بنكا للمعلومات الخاصة بالحج ومرجعا علميا شاملا لمختلف أنواع الإحصائيات والحقائق وذلك للاستفادة منه في عمل قاعدة بيانات للمحكمين الذين يستعان بهم في تنظيم أبحاث المعهد. وهذا القسم بعمل الفهرسة الوصفي الذي يوضح كل ما ينجزه المعهد من البحوث والدراسات ويضم القسم وحدة تختص بمتابعة الأبحاث والدراسات داخل الجامعة وخارجها والاتصال بالجهات الأكاديمية ذات الاهتمام بالبحوث العلمية في جميع إنحاء المملكة لمعرفة مدى رغبتها في المشاركة والإسهام ببحوث تهتم بشؤون الحج. وأفاد الدكتور عبدالعزيز سروجي إن المعهد يضم مكتبة تقدم للباحثين ما يحتاجونه من مصادر ومراجع عن الحج ومكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وقد بلغ عدد الأبحاث والدراسات التي قام بها هذا القسم أكثر من 101 بحثا ودراسة. كما اهتم المعهد بالبحوث والشؤون الإعلامية من أجل إبراز إنجازات المعهد ودوره الثقافي والحضاري ووضع برامج لتوعية وتثقيف جمهور المتعاملين معه في مجال أبحاث ودراسات الحج والتراث المكي والمدني وتدعيم قاعدة المعلومات بالمعهد وتقديم الاقتراحات الخاصة بالأنشطة والبرامج الخاصة به التي يتم تنفيذها عبر قنوات الاتصال الإعلامية المتعددة ويضم القسم معملا للإنتاج المصور ووحدة مونتاج ومكتبة سمعية وبصرية، إضافة إلى أرشفة للصور والأفلام التوثيقية التي تمثل مصدرا كبيرا للمعلومات. وقد بلغ عدد الأبحاث والدراسات التي قام بها هذا القسم أكثر 31 بحث ودراسة. وأوضح أن المعهد يضم المعرض الدائم الذي يحتوي على العديد من الصور التاريخية النادرة عن رحلة الحج وتطوره وصور للحرمين الشريفين والكعبة المشرفة والوسائل المستخدمة في الحج قديما وحديثا ,ابرز الدراسات والأبحاث التطويرية وغيرها. وقال عميد المعهد إن عدد الأبحاث والدراسات التي قام بها المعهد في جميع أقسامه منذ إنشائه حتى الآن بلغت أكثر من 600 بحث ودراسة كما قام المعهد بطبع مستخلصات لهذه الأبحاث والدراسات وأعد فهرساً باللغتين العربية والانجليزية مبوبا حسب الأقسام وسنوات الإصدار، حيث يشتمل الفهرس على عرض لكل بحث أو دراسة في صفحة واحدة تشتمل على عنوان البحث أو الدراسة وأسماء الباحثين وملخص الدراسة ووصفا لطبيعة العمل ومحتوياته. وأشار إلى إن الملتقى العلمي 11 لأبحاث الحج يهدف إلى استكتاب الباحثين المتخصصين في الجامعات والمعاهد البحثية السعودية، والمهتمين بدراسات وأبحاث الحج والعمرة والزيارة، إضافة إلى العاملين في الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، للوصول إلى ما يحقق أمن وسلامة ورفاهية الحجاج والمعتمرين والزوار، ويمكنهم من أداء نسكهم في يسر وطمأنينة. ودعا الدكتور سروجي كافة المهتمين والباحثين والخبراء الى المشاركة في فعاليات الملتقى والمعرض المصاحب له من أجل الخروج بتوصيات علمية تسهم في الوصول إلى خدمات مميزة لضيوف الرحمن من اجل الحج والزائرين للعمرة بما يتواكب مع تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.