وضع جيمس ماتيس مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لمنصب وزير الدفاع روسيا على رأس قائمة من التهديدات لمصالح الولاياتالمتحدة وأبلغ الكونغرس أن أميركا يجب أن تكون مستعدة للتصدي لموسكو عندما يكون ذلك ضروريا. وسئل ماتيس عن التهديدات الرئيسية للمصالح الأميركية فقال “أعتبر أن التهديدات الأساسية تبدأ عند روسيا.” وتصريحات ماتيس -الجنرال المتقاعد بمشاة البحرية- التي أدلى بها الخميس إلى لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ هي أحدث تعليقات لأحد من اختارهم ترامب لمنصب وزاري تنحرف عن خطاب الرئيس المنتخب أثناء حملته الانتخابية والذي تضمن إشادة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتن وتعهدات بتحسين العلاقات معه. وذكر ماتيس أن روسياوالصين والإرهابيين يمثلون التحدي الأكبر للنظام العالمي الذي تقوده الولاياتالمتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ودعا الكونغرس إلى رفع قيود الإنفاق التي تقوض الاستعداد العسكري. وقال ماتيس إن ضلوع روسيا في عمليات التسلل الإلكتروني وحرب المعلومات من بين التحديات التي تشكلها موسكو. ومن التحديات الأخرى التي أوردها انتهاك معاهدات وأنشطة مزعزعة للاستقرار في الخارج و”رسائل مقلقة من موسكو بخصوص استخدام الأسلحة النووية.” كما اتهم روسيا بمحاولة تقويض حلف شمال الأطلسي. وقال “نعلم أنه (بوتن) يحاول تفكيك حلف شمال الأطلسي”. وخلافا لترامب الذي شكك فيما يبدو في الحلف أثناء حملته الانتخابية أيد ماتيس الحلف بقوة ووصفه بأنه أساسي للمنظومة الدفاعية الأميركية. وخص ماتيس بالذكر أيضا الصين بسبب أنشطتها في بحر الصين الجنوبي حيث تبني جزرا صناعية وتضع فيها بطاريات مضادة للطائرات والصواريخ. وقال ماتيس إن الصين تمثل إلى جانب الأنشطة الروسية وتهديدات المتطرفين جزءا من الاعتداء المتصاعد على الاستقرار العالمي وإن العلاقة مع بكين يتعين إدارتها بحرص وعناية. وأضاف قائلا “أعتقد أنه (النظام العالمي) يواجه أكبر هجوم منذ الحرب العالمية الثانية.. من روسيا ومن الجماعات الإرهابية ومما تفعله الصين في بحر الصين الجنوبي.” وانتقد ماتيس بشدة القيود التي فرضها الكونغرس على الإنفاق الدفاعي وقال إنه لا يعتقد أن الجيش الأميركي قوي بما يكفي لردع الخصوم بشكل مناسب. ووجه ماتيس (66 عاما) انتقادات شديدة لإيران محذرا من أن نفوذ طهران “الخبيث” في المنطقة يتنامى. وقال في ردود مكتوبة إلى اللجنة “إيران هي أكبر قوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط وسياساتها تتعارض مع مصالحنا.” لكن ماتيس لم يكرر تهديدات ترامب في حملته الانتخابية بتمزيق الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية الذي وافقت بموجبه طهران على كبح برنامجها النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. وقال إن الاتفاق غير مثالي لكن على الولاياتالمتحدة التقيد به. وتابع قائلا “عندما تعطي أميركا كلمة فإن علينا أن نفي بها.”