عبر العديد من الخبراء عن تفاؤلهم بالنتائج التي ستخرج بها قمة قادة دول الخليج في المنامة مؤكدين إمكانية ان تحوّل قمة البحرين، مشروع العملة الخليجية الموحدة من حلم الى حقيقة، وان تكون الانطلاقة الحقيقية ل “الدينار” أو “الريال” الخليجي، بفضل التوافقات العديدة بين دول مجلس التعاون على مستوى السياسات النقدية والتشريعات. وأكد الخبراء في تصريحات نقلتها وكالة أنباء البحرين، أن دول مجلس التعاون الخليجي قادرة على تحقيق المزيد من المكتسبات الاقتصادية رغم التراجع المستمر لأسعار النفط والإجراءات المالية التقشفية وخفض الإنفاق. وشدد الخبراء على أن تعامل دول مجلس التعاون الخليجي بمرونة مع أزمة أسعار النفط يعتبر خير دليل على مدى قدرتها على التحول لسادس أكبر قوة اقتصادية في العالم في المستقبل المنظور بحكم القواسم المشتركة الكثيرة التي قل نظيرها على مستوى المنطقة والعالم. وأعرب أستاذ العلوم السياسية في جامعة لندن متروبوليتان في المملكة المتحدة، الدكتور سعيد شحاتة عن أمله في أن تركز قمة البحرين أكثر على الملفات الاقتصادية، خاصة وان الجانب الاقتصادي هو الأكثر قربا لتحقيق التكامل الخليجي، على غرار تجربة الاتحاد الأوروبي الناجحة والتي بدأت بالجانب الاقتصادي والثقافي ومن ثم الجانب السياسي. ولفت شحاتة الى أن هناك قضايا اقتصادية ملحة يجب التعامل معها قبل الاتحاد الخليجي كعجز الموازنة وحجم الدين العام، مشيرا إلى أن قمة البحرين يمكنها وضع جدول زمني للتجارة البينية ومشاريع استكمال سكة الحديد والمواصلات الداخلية الموحدة التي ستسهل الكثير من التجارة البينية بين دول مجلس التعاون، خاصة وان التجارية البينية بين دول الخليجي لا تصل الى نسبة 10% من قيمة اجمالي التجارة بين دول الخليج وباقي دول العالم. وذكر شحاتة أنه يمكن أن يساهم الاتحاد الخليجي الاقتصادي في مواجهة التبعات النفطية مع التركيز على تنويع القاعدة الإنتاجية بعيدا عن النفط والاستفادة من المزايا النسبية لبعض الدول حتى يزيد حجم التجارة البينية ورفع الجدوى الاقتصادية لمشاريع السكة الحديد والمواصلات الموحدة. وتوقع شحاتة ان يتم ربط سعر صرف “الدينار” أو “الريال” الخليجي المرتقب بسعر صرف الدولار الأمريكي، كونه عملة العالم الرئيسية وماتزال الولاياتالمتحدة تتصدر الريادة الاقتصادية على مستوى العالم. الى ذلك، أكد رجل الأعمال البحريني محمد عثمان طاهر ان قمة البحرين من شأنها ان تكون ارض خصبة لمشروع العملة الخليجية الموحدة وتوحيد السوق الخليجية المشتركة وتمكين البضائع والسلع بكافة أنواعها من التنقل بسهولة واكثر انسيابية من أي وقت مضى، بما يخدم تحسين معيشة المواطنين الخليجيين والارتقاء بمستوى رفاهية شعوب المنطقة. وبين طاهر ان البحرين وباقي دول مجلس التعاون نجحت من امتصاص صدمة الهبوط الحاد لأسعار النفط بفضل اتخاذها العديد من السياسات الحصيفة بعيدا عن البترول، مع الحفاظ على وتيرة ثابتة في تطوير البنى التحتية والخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين. بدوره، قال مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج وأمين عام مهرجان الخليجي للإذاعة والتلفزيون الدكتور عبدالله أبوراس ان الهم الخليجي الجانب الاقتصادي موجود منذ انشاء مجلس التعاون. وبين أبوراس: “نحن في هذه المرحلة أحوج ما نكون إلى توحد خليجي يدعم مسيرة العمل المشترك او الاتحاد المرتقب، وستسهم القمة بالارتقاء بالجانب الاقتصادي من خلال تعزيز السوق المشتركة والاتحاد الجمركي والربط الكهربائي والمائي واللوجستي، مع التأكيد على وحدة النقد”. وأبدى أبوراس تفاؤله من إصدار “الدينار” او “الريال” الخليجي في وقت قريب بحكم السياسات النقدية الموحدة والتشريعات المرنة للمصارف المركزية، كما ان لدى دول الخليج من الاحتياطيات والرؤى الاقتصادية القادرة على التغلب على كل الصعاب”. من جهته، قال الدكتور شريف الباسل مدير تحرير جريدة “الفجر” الإماراتية ان القمة الخليجية ال 37 ينعقد عليها آمال كبيرة من الدول الخليجية نظرا لأهمية انعقادها في هذا التوقيت بالتحديد في ظل تحديات كبيرة وفي ظل وضع استثنائي في العالم العربي.