قامت أمانة منطقة عسير، منذ ما يُقارب الثلاث سنوات، بمشروع سقف وادي أبها الرئيسي، ووضع أربع قنوات تصريف للمياه المتدفقة من سد وادي أبها، للاستفادة من سطح الوادي في مشاريع أخرى؛ كإنشاء ممشى للورد، وغيره. وبغض النظر عن الفائدة المرجوة من إقامة المشروع، في وسط وادي أبها، التي انعكست سلباً على مساحة الوادي وتضييقة بشكل كبير، زارت صحيفة “المواطن“، موقع المشروع الواقع على ضفاف الوادي، في وسط مدينة أبها؛ حيث يقع في علو وادي أبها، سد وادي أبها، والذي تبلغ سعة التخزين فيه ما يُقارب 2,13 مليون م3، وتنساب المياه الزائدة من علو المفيض، الذي يبلغ طولة 131م، نزولاً إلى وادي أبها، الذي يتوسط مدينة أبها. ويُعتبر إقامة هذا المشروع، وهو سقف وادي أبها، والاكتفاء بأربع قنوات تسلكها المياه المتدفقة، خطراً كبيراً على وسط مدينة أبها، لعدة أمور منها؛ العدد الكبير من الأودية والشعاب التي تصب في وادي أبها، قادمة من سودة عسير، وعدد من القرى الأخرى؛ كقرى بني مازن، والعزيزة، وغيرها، وكذلك قوة إندفاع السيول من أعلى المرتفعات، أثناء تدفقها، نزولاً لوادي أبها، حيث تجرف في طريقها الأشجار والنفايات، وغيرها؛ مما يهدد بإغلاق الفتحات التي وضعت لتسلكها السيول المتدفقة، ويكون انعكاسة السلبي والكارثي التأثير على وسط مدينة أبها. وقد أدى المشروع، إلى تضييق مساحة وادي أبها بشكل كبير جداً، والاكتفاء بوضع أربع قنوات صغيرة تسلكها المياه، في حال تدفقها، وهي غير كافية في حال تدفق المياه بشكل كثيف، وخصوصاً في حال عودة الأمطار الكثيفة؛ كالحالة المطرية التي شهدتها منطقة عسير قبل أشهر (غامرة)، والتي كانت سبباً لفيضان سد أبها، الذي توقف فيضانة منذ أكثر من 20 عاماً، فضلاً عن انتشار الأشجار والأخشاب والرمال ومواد البناء، بالقرب من فتحتات التصريف؛ مما يُنذر بخطر داهم في حالة حدوث أمطار مفاجئة وجرفها. وقد شهد الوادي، خلال السنوات القليلة الماضية، سيولاً جارفة وكبيرة، كالتي حدثت في عام 1404 ه، وغيرها، بعد تعرض المنطقة لأمطار غزيرة. صحيفة “المواطن“، تضع هذا التقرير بين يدي المسؤولين في منطقة عسير، وتدق ناقوس الخطر، في حالة عودة الحالات المطرية، التي تشهدها مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، في أوقات مختلفة من العام.