كنت أتصور أنني أنا الذي يسخر أحياناً من كثير، وكنت أتصور أن الكتابة الساخرة هي موهبة يمتلكها بعض الذين يكتبون، لكني اكتشفت أنني (حمار)، وأنني مخطئ جداً حين اعتقدت أن الكتابة هي ملكية خاصة، وهو خطأ فادح واعتقاد وقح؛ ذلك لأن الحاضر عمم الوعي لدرجة أن الطفل أصبح يعرف أكثر مما يعرفه المسؤول الذي وضع نفسه داخل دائرة ومن ثم نسي الباب، والدليل أنني كتبت مقالاً في زاويتي (همزة وصل) بجريدة المدينة عن الفساد وعن بلاغات الفساد التي وصلت ل 1022 بلاغاً، وكان مقالي بعنوان (1022 بلاغاً.. بس !!!) ليأتي تعليق أحد القراء وهو مسعد مسيعيد الحبيشي.. الذي بدأه بسخرية.. (أبداً لا يوجد فساد وأن مكافحة الفساد أنشئت فقط لتخزي عين من يحسدنا على ما نحن فيه من ترف، وكما تعلم كل العالم تاركين أعمالهم ومصالحهم ونازلين فينا حسد وإشاعات مغرضة، وأننا نعاني الأمرين من الفساد الذي أفسد حال الوطن ونمائه والمواطن، وأثقل كاهل الفقير، وكلها دعايات كاذبة من حقدهم على ما أترفنا به من ضمير ونزاهة، وكل مواطن وبالذات الفقير كل حقوقه مجابة قبل أن يطلبها فقط ينويها وهي تتحقق عن طريق خدمة التوصيل للمنازل؟، أنت يا أخي إبراهيم تتوهم وإذا سمحت لي أن انتقدك أيضاً؛ ففي إحدى مقالاتك طالبت بزيادة مخصص الضمان الاجتماعي، ولقد ذهلت من طلبك كيف يا أخي تطلب ممن يهمهم الأمر زيادة مخصص الضمان الاجتماعي وهو يعادل راتب مدير؟؟ إنت صاحي؟؟.. لا يا أخي إنت المفروض تطالب بزيادة راتب المسكين المسؤول وأعضاء مجلس الشورى الذين تراهم بطابور أمام أماكن الاستجداء والمنافذ الخيرية ومكاتب الضمان، هؤلاء هم من يستحقون الرحمة في ظل الغلاء؟، وهناك أفقر منهم وأعلى درجة ولكن لا يسألون إلحافاً وأولئك هم الصابرون؟.. أرجوك أخي إبراهيم لا تقلها ثانية إن وطننا به فساد؛ لأني أخاف أن يصدقك المسؤولون المخلصون الأمناء ويتركون مصالح البلاد والعباد ويضيعون وقتهم سدى في البحث عن الفساد المزعوم).. إلخ,,,،، . أرأيتم ما تقدم تلك فقط بعض ما كتب لا كله في تعليقه الطويل الذي وبكل أمانة حمل لي إشارات كل واحدة منها حمراء داكنة وهو ليس إلا دليلاً على أن الألم بلغ القمة وأن الجرح بلغ سن الرشد وكونه يسخر من الفساد بتلك الطريقة المؤلمة ومعه حق حيث معاناة الفقراء هي والله معاناة أكيدة ولا سيما أن مخصصات الضمان هي بالتأكيد لا تسمن ولا تغني من جوع، وكم كتبت أنا وغيري عن تعبهم، وعن معاناتهم، وعن سوء معيشتهم، وعن كدرهم، وعن قدرهم، وبقي أن نبلل أوراقنا بالدموع لكي نحقق لهؤلاء البسطاء بعض الفرح لا كله، لكن وبكل أسف (لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد)، وهي قضية أن يتعامل الكبار مع الذين يكتبون للوطن بإخلاص بطريقة طنش تعش تنتعش، وهي قضية أتمنى أن تنتهي لكيلا يكون في وطننا شقي ولا محروم، وهي أمنية غالية وطلب ملح…،،، . (الخاتمة)…. من كتاب الروائية أحلام مستغانمي قلوبهم معنا وقنابلهم علينا تقول في صفحة 229 يقول أنس زاهد في كل الدنيا يلقون بالقتلة في السجون.. عندنا فقط يمكن للقاتل أن يقضي بقية مدة عقوبته تحت قبة البرلمان إنه إنجاز تعجز عنه الديمقراطية البريطانية نفسها… وهي خاتمي ودمتم. @ibrahim_naseeb تويتر