تدشّن جامعة الدمام برعاية مدير الجامعة يوم غدٍ في مستشفى الملك فهد الجامعي، أضخم حملة متخصصة في مكافحة سرطان الثدي، وذلك بالتوازي الزمني والتعاون المعرفي مع حملات مماثلة تُقام في خمس دول عربية ضمن شراكة إقليمية عربية، تشمل المملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر، وفلسطين، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية. وتعد هذه المشاركة الإقليمية، إحدى مبادرات الجامعة المعنية بتعزيز الوعي لسرطان الثدي، وبأهمية الكشف المبكر عنه، ويأتي ذلك بعد ثمانية مواسم من العزف المنفرد للجامعة في شرق السعودية، والذي نتج عنه ارتفاع خبراتها التراكمية، وحيازة أدوات ونتائج تخوّلها لمشاركات إقليمية وعالمية؛ وفقًا لما ذكرته رئيسة الحملة الإقليمية للكشف المبكر عن سرطان الثدي البروفيسورة فاطمة الملحم. وأضافت الملحم أن الجامعة وجدت من مسؤولياتها للرعاية الإنسانية والمشاركة في الأنشطة المجتمعية، وفي كافة الحملات التي تهم أفراد المجتمع والاسهام في إيصال الرسالة التوعوية لفئات ذوي التحديات البصرية وإصدار كتيبات توعية عن أهمية الكشف المبكر لسرطان الثدي بطريقة "برايل" للسيدات الكفيفات، وذلك في إطار الدعم المجتمعي الذي تقدّمه الجامعة للمجتمع. وأكدت، أنهن جزء من المجتمع، يستحقن توفّر مواد تثقيفية لإرشادهن لأساليب الفحص الذاتي، توعية بأمراض الثدي وطريقة الفحص الذاتي والأمراض التي تصيب الثدي، والتي تشمل الوعي تجاه الثدي والكشف المبكر عن أمراض سرطان الثدي "الحميدة والخبيثة"، ومعلومات عامة عن سرطان الثدي وكيفية اكتشافه. كما أحالت الملحم، الفضل في فكرة وتنفيذ مطبوعات خاصة لتوعية السيدات من فئة الصم والبكم للدكتورة سامية العمودي، حيث تتصدر العمودي المشهد السعودي لناحية تمكين النساء حيازة وعي متكامل تجاه سرطان الثدي (فحوصات وجراحات)، وعزز من تجربتها خلال السنوات الماضية بتكثيف إصدارات مكتوبة ومتلفزة، كما أنها شاركت المجتمع تجربتها الشخصية بكل تفاصيلها بعد إصابتها بسرطان الثدي، كما أوضحت العمودي أنها تصدر خلال أكتوبر كتيبًا خاصًا بحقوق مرضى السرطان. وذكرت البروفسورة فاطمة الملحم، إلى توأمة التعاون مع جمعية السرطان بالشرقية في عام 2009، واستمرت المسيرة إلى أن أخذت الحملة مسار أكثر اتساعًا، ومسمى الجديد في عام 2015 بشعار "ما يعرف بعدين"، مؤكدةً أن فريق العمل اكتسب من مسيرة الحملة الطويلة خبرات في إدارة رسالتها لناحية الكشف المبكر لسرطانات الثدي، وطرق التوعية في المنطقة الشرقية والمملكة وخارجها. وقالت الملحم، إن الفحص مُتاح طول العام في مستشفى الملك فهد الجامعي، وأن متطلبات الفحص أن تأتي السيدة بتحويل من مستشفى حكومي أو عن طريق قسم الطوارئ في مستشفى الملك فهد الجامعي؛ فيتم الكشف عليها. وذكرت الملحم، أن هذا العام 2016 انطلقت الحملة الإقليمية على مستوى الوطن العربي، وجامعة الدمام شريك فعّال في هذه الحملة، مؤكدةً أنّه تم توقيع وثيقة الشراكة في شهر 7، وفي هذه السنة الحملة لا تقتصر على المنطقة الشرقية، بل تمثل الوطن في خارج المملكة على مستوى 5 دول شاركت في الحملة "الأردن، فلسطين، دولة قطر، والإمارات، والمملكة العربية السعودية". وتشتمل الحملة على 10 أركان رئيسية؛ هي ركن تثقيف وتوعية السيدات وآخر لتثقيف وتوعية الرجال بأمراض سرطان الثدي ومسار توعية السيدات من فئة الكفيفات والصم وخيمة الفحص الدوري وركن صحة المرأة، إضافة لركن التغذية ومنتوجات الغذاء العضوي وركن الإعلام في توعية المجتمع، وركن خاص بلجنة لست وحدك، حيث تسلط الحملة الإقليمية الضوء على سيدات وصلن لبر الأمان بعد إصابتهن بسرطان الثدي يروين تجاربهن الشخصية ومراحل المرض والشفاء لتوعية وكسر حاجز الخوف منه. وكان للدكتورة فاطمة الملحم مع سرطان الثدي جهد طويل، ابتدأت به منذ تعيينها كطبيبة أشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي التابع لجامعة الدمام عن طريق توعية الطالبات والطلاب حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، ثم أطلقت تحت مظلة الجامعة أول نسخة للحملة عام 2008، وتمّ استكمالًا لذلك تأسيس لجنة الكشف المبكر في جامعة الدمام، وقسم للأشعة في مستشفى الملك فهد الجامعي. من جانبه، أوضح مدير مستشفى الملك فهد الجامعي، الدكتور خالد العتيبي، أن السيدات إذا عملن الأشعة، وتبين أن لديهن ورمًا يتم اتخاذ قرار بضرورة دخول السيدات إلى مسار الجراحة بعد ما يأخذ منها عينة من الثدي، مؤكدًا أن الكادر التقني في مستشفى الملك فهد الجامعي مُجهّز بأحدث التقنيات للكشف المبكر عن سرطان الثدي منها أجهزة الفحص المبكر والماموجرام، وأخذ العينات عن طريق الأشعة الصوتية، وتمّ إضافة العمليات الجراحية للعلاج الإشعاعي أثناء إجراء العملية ليزيد من نسبة نجاحها. وأكد الدكتور العتيبي، أن نسبة التحويلات من مستشفيات أخرى إلى مستشفى الملك فهد الجامعي للكشف المبكر عن سرطان الثدي قليلة بالنسبة للجراحات الأخرى، ويتم التحويل من قسم الجراحة إلى قسم جراحة الثدي عن طريق الرعاية الأولية. فيما أشار العتيبي، إلى أن أنواع الجراحات الموجودة حاليًا هي عملية استئصال موضعي أو استئصال جزئي أو استئصال كامل، والعمليات الأكثر إجراءً عملية الاستئصال الجزئي، ثم إعطاء علاج إشعاعي للتأكد من إزالة الثدي بالكامل، ثم هناك متابعة من قسم الأورام وعمل إشعاعات بشكل دوري للمتابعة، مؤكدًا أن المستشفى يستضيف المريضة بعد إجراء العملية من ثلاثة إلى أربعة أيام، ويعتمد على حسب حالتها، مشيرًا إلى أن مسار الرعاية الطبية بعد إجراء العملية يمتد بشكل دوري ومتابعتها مع الجراح وقسم الأورام، وعادةً إلى خمس سنوات، مشيرًا إلى أن الورم بعد خمس سنوات رجوعه أقل بكثير.