وصفه علماء الطب بأنه اضطراب وليس مرضًا، كما نظنه، فهو ناتج عن خلل عصبي في جينات الدماغ، ويمكن تشخيصه في الثلاث سنوات الأولى من ولادة الطفل، من خلال مؤشرات ودلائل أقلها قلة الاستجابة الطفل في فتراته العمرية الأولى. “اضطراب التوحّد لدى الأطفال”.. نتعرف على أعراضه وأسبابه وكيفية تداركه مبكرًا، والعديد من خفايا اضطراب التوحّد وفرط الحركة. “المواطن” التقت الأستاذ محمد الناجم مشرف برنامج التوحّد وفرط الحركة ومعلم بإحدى مدارس الدمج فصل التوحّد، والذي كشف لنا بلقائه عن التعريف العلمي لاضطراب التوحّد. وبين أن التوحد هو اضطراب نمائي خلال فترة حياة الطفل، ناتج عن خلل وظيفي عصبي في الدماغ”، مبينًا أن علامات الاضطراب تظهر أعراضه على الطفل ما بين ثلاثة سنوات الأولى، بل وتشير الدراسات إلى أن مراحل اكتشافه تمتد إلى ستة سنوات. وأضاف: “من خلال خبرتي الميدانية فقلة التوعية، فالأسر ضحية تحتاج لدعم لوجستي كالخدمات المساندة للطفل المصاب بالتوحّد من خلال كيفية التعامل الطفل المضطرب من جميع النواحي الصحية والنفسية والاجتماعية، وضرورة دعم الأسر بالمعلومات الصحيّة في التدخل المبكر”. وحول إمكانية شفاء الطفل التوحّد في حال تشخيصه مبكرًا، قال: “التدخل المبكر في الطفل المصاب يسهم في تحسين الطفل في طريقة تفاعله مع أسرته والتعامل بشكلٍ جيدٍ، وتساعده في اكتساب إبداعات طفل التوحّد، فالتدخل السريع في اكتشافه لا يعتبر علاجًا، وإنما يساعد في تخفيض في بعض حالات الحدة؛ كالتركيز الطفل البصرية وتحسين قدراته في الانتباه وتهيئته في دمجه مع أقرانه الأصحاء”. وبيّن أن “ندرة الدكاترة والإخصائيين بالمستشفيات الحكومية، إضافةً لطول المواعيد أقصاها سنة، وهكذا يتسبب في ضياع الوقت في علاجه الطفل المصاب، ولهذا يلجأ الأهالي إلى المستشفيات والمراكز الخاصة، ويدفعون لمبالغ الطائلة، فيقع ذوو الطفل في استغلال تلك المستشفيات والمراكز الخاصة لبعض حالات التشخيص الخاطئة وعدم الدقة”. وأشار إلى أن “قلة مراكز وندرة المستشفيات المتخصصة فاقم المشكلة، أما بالنسبة إلى نسبة انتشار اضطراب التوحد بين الأطفال بالمملكة، ففي المملكة لا توجد إحصائيات دقيقة، لكن تشير الدراسات إلى أن المملكة لديها ما بين (350 – 300) ألف حالة لطفل مُصاب باضطراب التوحّد؛ أي تقريبًا مولود واحد كل 88 طفلًا”.