أظهر تقرير مدير مكتب الاستخبارات الوطنية الأمريكية بشأن قضية مقتل المواطن جمال خاشقجي رحمه الله ابتعاده عن الحقائق واستناده على عبارات وتوقعات غير مبنية على أسس صحيحة تظهر مدى غير الإلمام بما تضمنته تفاصيل القضية والاجراءات المتخذة من قيادة المملكة العربية السعودية وحالة الرضا التام من أسرة خاشقجي تجاه سير القضية والثقة في القضاء السعودي وما تم اتخاذه من إجراءات حيال القضية . وبالعودة للتقرير ، يرى مراقبون أن التقرير اعتمد على استنتاجات لا يمكن الجزم بصحتها من خلال استخدامه عبارات "نفترض، نشعر، نعتقد، نتوقع، نظن، من الممكن، قد يكون، ربما" وهذه الكلمات لايمكن لأي جهاز استخباراتي أن يبني عليها تقاريره مما يؤكد أن تلك المحاولات من أعداء المملكة لن تفلح في تصوير هذه الاستنتاجات كحقائق بهدف تسييس قضية خاشقجي. ومنذ بدء حادثة حاشقجي تعاملت المملكة مع القضية من خلال تطبيقها للقانون من خلال محاكمة المتهمين في الجريمة، وإعلان كافة المستجدات عبر وسائل الإعلام فيما حرصت على حضور جلسات المحاكمة ممثلون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن كما حضر محاكمتهم ممثل لتركيا إضافة إلى حضور ممثلي المنظمات الحقوقية السعودية وأبناء المجني عليه مما يعكس منهج الشفافية التي طبقتها السلطات القضائية السعودية بما يتناسب مع أنظمتها المعتمدة. وبعد تلك السلسلة من الشفافية في محاكمة المتهمين في تلك القضية تؤكد المملكة على أنها لا تنتظر تبرئة أو إدانة من أحد فالوقائع معروفة للجريمة النكراء بحق المواطن جمال خاشقجي وقد تم إجراء كافة التحقيقات و المحاكمات اللازمة وحكم القضاء فيها بإدانة المتورطين . وكانت وزارة الخارجية قد أًصدرت بياناً بشأن ما تم تداوله في التقرير الذي تم تزويد الكونجرس به بشأن جريمة مقتل المواطن/ جمال خاشقجي رحمه الله. وأِشارت الخارجية إلى أن حكومة المملكة ترفض رفضاً قاطعاً ما ورد في التقرير من استنتاجات مسيئة وغير صحيحة عن قيادة المملكة ولايمكن قبولها بأي حال من الأحوال، كما أن التقرير تضمن جملة من المعلومات والاستنتاجات الأخرى غير الصحيحة. وأكدت على ما سبق أن صدر بهذا الشأن من الجهات المختصة في المملكة من أن هذه جريمة نكراء شكلت انتهاكًا صارخًا لقوانين المملكة وقيمها ارتكبتها مجموعة تجاوزت كافة الأنظمة وخالفت صلاحيات الأجهزة التي كانوا يعملون فيها، وقد تم اتخاذ جميع الإجراءات القضائية اللازمة للتحقيق معهم وتقديمهم للعدالة، حيث صدرت بحقهم أحكامُ قضائية نهائية رحبت بها أسرة خاشقجي – رحمه الله -. وأضافت : إنه لمن المؤسف حقاً أن يصدر مثل هذا التقرير وما تضمنه من استنتاجات خاطئة وغير مبررة، في وقت أدانت فيه المملكة هذه الجريمة البشعة واتخذت قيادتها الخطوات اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذه الحادثة المؤسفة مستقبلا، كما ترفض المملكة أي أمر من شأنه المساس بقيادتها وسيادتها واستقلال قضائها. وأكدت وزارة الخارجية أن الشراكة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدةالأمريكية، هي شراكة قوية ومتينة، ارتكزت خلال الثمانية عقود الماضية على أسس راسخة قوامها الاحترام المتبادل، وتعمل المؤسسات في البلدين على تعزيزها في مختلف المجالات، وتكثيف التنسيق والتعاون بينهما لتحقيق أمن واستقرار المنطقة والعالم، ونأمل أن تستمر هذه الأسس الراسخة التي شكلت إطاراً قويًا لشراكة البلدين الاستراتيجية.