يطل اليوم العالمي للمعلم كل عام في ال5 من أكتوبر؛ تخليدًا لدور المعلمين ومكانتهم، وإن كانت كل أيام العام الدراسي شاهدة على سمو مكانتهم ورفعة منزلتهم؛ نظير أعمالهم الجليلة والعظيمة التي يقدمونها في تعليم النشء والتنشئة السليمة وفق قيم راسخة تسهم في تنمية الوعي والمعرفة وتعزيز اللحمة الوطنية. إلا أن هذا العام يأتي الاحتفال ب اليوم العالمي للمعلم في نمط مختلف ودور كبير وتجربة جديدة فرضتها التحديات الكبيرة وغير المسبوقة ل فيروس كورونا، والذي غيّر نمط الحياة بأكملها بشكل عام والعملية التعليمية على وجه الخصوص، وبالتأكيد سعت كل دولة وفق إمكانياتها لتلافي ظلال الجائحة على منظومة التعليم رغم تعدد مستوياتها واختلاف أساليبها. إن التجربة السعودية التي تم تطبيقها من خلال التعليم عن بعد ومنصة مدرستي والبرامج الملحقة بها كانت بحق قصة نجاح تُروى، وتستحق أن تُخلد للأجيال القادمة، وليس بأدل من ذلك النجاح والتفاعل الكبير بين المعلمين والمعلمات وطلابهم قيام ست جهات عالمية بإجراء دراستين شاملتين، حول تجربة التعليم الإلكتروني بالمملكة خلال جائحة كورونا في التعليم العام والجامعي، بالتنسيق مع المركز الوطني للتعليم الإلكتروني. لقد ضربت وزارة التعليم بقيادة وزيرها د. حمد آل الشيخ ونائبيه ومنسوبيها في تسيير العملية التعليمية من خلال المعلمين والمعلمات في قدرتهم على التحول للتقنية وتنمية ذلك في نفوس طلابهم والتفاعل الرائع فيما بينهما، وفي الجانب الآخر عملت الوزارة بكثافة في تعزيز الجانب الإعلامي وإيصال رسائل واضحة ومحددة بأهداف دقيقة؛ مما انعكست على ذلك التفاعل وتلبية رغبات وتساؤلات الميدان التعليمي والأسرة. ذلك التهافت والتفاني الكبير من المعلمين والمعلمات في أداء رسالتهم السامية مصدر فخر واعتزاز لكل مواطن ومواطنة ومقيم ومقيمة على أرض الوطن، من خلال ما شوهد في وسائل التواصل من نماذج مشرفة تقوم بأداء رسالتها التعليمية من على السرير الأبيض وآخرون يذهبون لطلابهم في منازلهم لمساعدتهم في حل مشاكلهم التقنية وغيرها الكثير والكثير. أعود في نهاية هذا المقال إلى الشعار الذي تم اختياره لهذا العام: "المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات وإعادة تصوُّر المستقبل" للتأكيد على التحديات والأزمات دائمًا ما يعترضها التشكيك في النجاح ورسائل المحبطون إلا أن الأنموذج السعودي في التعليم عن بُعد يستحق أن يُنقل للعالم، فشكرًا لقيادة هذا الوطن على وضع صحة وسلامة من هم على أرضها أولًا، وشكرًا يبعثها أكثر من 400 ألف معلم ومعلمة لوزير وضع المعلم والمعلمة في قائمة اهتماماته.