يأتي احتفاء مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض باليوم العالمي للكتاب، الذي يوافق الثالث والعشرين من شهر إبريل الجاري، ليلبي التطلعات الثقافية السعودية التي تعمل على تسخير إمكاناتها المادية والمعنوية للمساهمة في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية وإبرازها للعالم عبر مختلف وسائط التقنية التي تتيحها الشبكة العنكبوتية بكل مفرداتها وأيقوناتها ومنصاتها. وأكد المشرف العام على المكتبة، الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، على أن هذا يشير بجلاء إلى تفاعل المكتبة مع المناسبات الثقافية الوطنية والعالمية، وفي سياق برامجها وأنشطتها التي تعمل على تعزيز الثقافة بمختلف عناصرها من آداب وفنون وعلوم وترجمات وغيرها من العناصر المعرفية. وأوضح في هذه المناسبة أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تمكنت من خدمة الكتاب عبر مشروع عربي عالمي غير مسبوق استطاعت من خلاله المملكة العربية السعودية من إنتاج أضخم فهرس عربي يضم في عضويته 5000 مكتبة عربية ويجمع تسجيلات تجاوزت المليونين والثلاثمائة ألف مادة معرفية عربية بحيث أصبحنا نوفر للعالم منصة للخدمات المعرفية العربية تجمع رصيد أغلب المكتبات العربية فهذا في نظري أعظم احتفال بيوم الكتاب العالمي ويأتي ذلك في سياق حرص قيادتنا الرشيدة على أن تقدم المملكة ثقافة نوعية تتسق ورؤية المملكة 2030 وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان- حفظهما الله- بمختلف عناصر الثقافة السعودية تراثًا ومعاصرة، وتأصيلًا، وحضورًا نوعيًّا في مختلف المناسبات الثقافية العالمية. وبين ابن معمر أن المكتبة تعمل بجلاء على تعزيز وتوسيع دورها المعرفي والثقافي وهو الأمر الذي قدمته المكتبة خلال تمرحلاتها الثقافية من حيث إنشاء فروعها داخل المملكة، وخارجها في المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية. كما أن المكتبة تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة في المجتمع السعودي مع التركيز على التراث الإسلامي والعربي وتاريخ المملكة ومؤسسها الملك عبدالعزيز آل سعود- طيب الله ثراه- وتقدم خدماتها بجودة ترقى إلى مستوى توقعات المستفيدين من هذه الخدمات، وتلبي احتياجاتهم، مع توفير جميع أوعية الإنتاج الفكري. وأضاف: إن نشر المعرفة والثقافة والعلوم خاصة العربية منها والإسلامية والاهتمام بالتراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه وتجديده وتوفير الخدمات المكتبية والترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية بما يحقق تطوير البحث العلمي بالمملكة ودعم حركة التأليف والترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية هو من عناصر الرؤية الثقافية للمكتبة، مشيرًا إلى ما تقوم به من تقديم كل مختلف وجديد في عالم الثقافة والبحث والاطلاع والمعرفة، فلم تكتفِ مكتبة الملك عبدالعزيز بإعداد مكتبة على طراز علمي وتقني منظم، ومفهرس وفقًا لأحدث مناهج الفهرسة العالمية، ولكنها شكلت لنفسها فضاء معرفيًّا جسورًا تمثل في القيام بإصدار مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة في تاريخ المملكة وإبراز الأوجه المتميزة في الحضارة العربية الإسلامية. وبين ابن معمر في ختام حديثه أن منظومة المكتبة تضم عددا من المشاريع الثقافية الكبرى التي تعنى بالكتاب منها: موسوعة المملكة العربية السعودية، والمكتبة الرقمية العربية، والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، ومكتبة الطفل والناشئة، فيما أنشأت المكتبة جائزة عربية وعالمية للكتب المترجمة هي جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة من اللغة العربية وإليها، وتسعى إلى تعزيز التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم والتقريب بين الشعوب، حيث إن الترجمة تعد أداة رئيسية في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة وإثراء التبادل الفكري.