تحتفي مكتبة الملك عبدالعزيز العامة باليوم العالمي للكتاب، بصورة تلبي تطلعات الحركة الثقافية في المملكة، عبر تسخير إمكاناتها المادية والمعنوية للإسهام في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية، وإبرازها للعالم عبر مختلف وسائط التقنية التي تتيحها الشبكة العنكبوتية بكل مفرداتها وأيقوناتها ومنصاتها. وفي هذا الصدد أكد معالي المشرف العام على المكتبة الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر أن هذا يشير بجلاء إلى تفاعل المكتبة مع المناسبات الثقافية الوطنية والعالمية، وفي سياق برامجها وأنشطتها التي تعمل على تعزيز الثقافة بمختلف عناصرها من آداب وفنون وعلوم وترجمات وغيرها من العناصر المعرفية. وأوضح معاليه في هذه المناسبة أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تمكنت من خدمة الكتاب عبر مشروع عربي عالمي غير مسبوق استطاعت من خلاله المملكة العربية السعودية إنتاج أضخم فهرس عربي يضم في عضويته 5000 مكتبة عربية ويجمع تسجيلات تجاوزت المليونين والثلاث مئة ألف مادة معرفية عربية بحيث أصبحنا نوفر للعالم منصة للخدمات المعرفية العربية تجمع رصيد أغلب المكتبات العربية فهذا في نظري أعظم احتفال بيوم الكتاب العالمي. ويأتي ذلك في سياق حرص قيادتنا الرشيدة على أن تقدم المملكة ثقافة نوعية تتسق ورؤية المملكة 2030 , وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - بمختلف عناصر الثقافة السعودية تراثا ومعاصرة، وتأصيلا، وحضورا نوعيا في مختلف المناسبات الثقافية العالمية. وبين ابن معمر أن المكتبة تعمل بجلاء على تعزيز وتوسيع دورها المعرفي والثقافي وهو الأمر الذي قدمته المكتبة خلال تمرحلاتها الثقافية من حيث إنشاء فروعها داخل المملكة، وخارجها في المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية. كما أن المكتبة تهدف إلى نشر المعرفة والثقافة في المجتمع السعودي مع التركيز على التراث الإسلامي والعربي وتاريخ المملكة ومؤسسها الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وتقدم خدماتها بجودة ترقى إلى مستوى توقعات المستفيدين من هذه الخدمات، وتلبى احتياجاتهم، مع توفير جميع أوعية الإنتاج الفكري. وقال معاليه: إن نشر المعرفة والثقافة والعلوم خاصة العربية منها والإسلامية والاهتمام بالتراث العربي والإسلامي والإسهام في إحيائه وتجديده وتوفير الخدمات المكتبية والترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية بما يحقق تطوير البحث العلمي بالمملكة ودعم حركة التأليف والترجمة والنشر العلمي في مجالات العلوم العربية والإسلامية هو من عناصر الرؤية الثقافية للمكتبة، مشيرا إلى ما تقوم به من تقديم كل مختلف وجديد في عالم الثقافة والبحث والاطلاع والمعرفة، فلم تكتف مكتبة الملك عبدالعزيز بإعداد مكتبة على طراز علمي وتقني منظم، ومفهرس وفقا لأحدث مناهج الفهرسة العالمية ، ولكنها شكلت لنفسها فضاء معرفيا جسورا تمثل في القيام بإصدار مجموعات كبيرة من الكتب المتخصصة في تاريخ المملكة وإبراز الأوجه المتميزة في الحضارة العربية الإسلامية. وأشار معالي المشرف العام على المكتبة في ختام حديثه إلى المشروعات الثقافية الكبرى التي توليها المكتبة اهتمامها، وتعنى بالكتاب، مثل موسوعة المملكة العربية السعودية، والمكتبة الرقمية العربية، والمشروع الثقافي الوطني لتجديد الصلة بالكتاب، ومكتبة الطفل والناشئة، فيما أنشأت المكتبة جائزة عربية وعالمية للكتب المترجمة هي جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة من اللغة العربية وإليها، وتسعى إلى تعزيز التواصل الفكري والحوار المعرفي والثقافي بين الأمم والتقريب بين الشعوب، حيث أن الترجمة تعد أداة رئيسة في تفعيل الاتصال ونقل المعرفة وإثراء التبادل الفكري.