أوضح المحامي عبدالكريم سعود القاضي، في إضاءته الأسبوعية عبر “المواطن”، أن الحلف الكاذب من الكبائر، وبه تؤكل حقوق الناس بالباطل ظلماً وعدواناً، وهي “اليمين الغموس”، سميت كذلك؛ لأنها تغمس صاحبها في النار أو في الإثم. وأفاد “القاضي”، ولما كانت اليمين الغموس تعدياً على حقوق المسلمين وإن كانت خارج المحكمة وبدون طلب القاضي فلا تنفع فيها الكفارة ولا تجزئ عن الذنب الذي اقترفه، والذي يَكذِبُ مستخدماً الأيْمانَ يكون سبباً لضياع كثير من حقوق الناس لذلك وجب زجرُه. وبين “القاضي”: كثير مَن يسأل ما كفارة اليمين الغموس؟ فإن جمهور العلماء من الحنفية والمالكية والحنابلة ذهبوا إلى أنه لا كفارة في اليمين الغموس؛ لأن الذي أتى به الحالف أعظم من أن تكون فيه كفارة فلا ترفع الكفارة إثمها ولا تشرع فيها، ويجب عليه رد حقوق الناس التي استُقطعت بسبب الأيْمان الكاذبة كاستبراء من الحقوق وتحلل منها، فإن الحالف لها جمعَ بين الزور وقوله وبين اليمين وأكل الحقوق بالباطل والظلم. وتابع “القاضي”: والمتورعون وإن كانوا أصحابَ حق في الأموال والدعاوى فإنهم يتحاشون أن يكتسبوا رزقاً بأيْمان وإن كانوا صادقين، بخلاف من يفرحون بتوجيه اليمين إليهم وهم ليسوا أصحاب حق لأجل أن يقتطعوا هذا المال في الدعوى.